الثورة اون لاين:
يكثر النقد في هذه الأيام بعضه صحيح لكن معظمه ليس له معنى ..النقد ليس بمعناه الأدبي والثقافي إنما ما هو أقرب إلى إبداء الرأي والتعليق على كل شيء
لا شيء يعجبه ..كما يقال لا يعجبهم العجب العجاب ..
الدكتور عماد فوزي الشعيبي تناول هذا اللون من الشخصيات قائلا:
النقد قيمة علمية مهمة لأنه يبني على البناء المعرفي ويبين عيوبه من أجل تطويره.
لكن الشخصيّة الانتقادية مختلفة. فهي بطبيعتها قلقة إلى حد كبير، ترى فقط العيوب، ولا تتوقف عن النقد الذي يصل بينها وبين النقّ.
ترى النصف الفارغ من الكأس فقط، ولذلك فهي لا تنقد لأن الناقد يكرّس إيجابيات ما تم بناؤه وينقد السلبيات لإتمام الإيجابيات. بينما الشخصية الانتقادية لا ترى إلا السلبيات وتميل إلى هدم المنظومة بأكملها.
هي غالباً، وليس دائماً، شخصية سوداوية نسبياً لأنها لاترى أيّ بارقة أمل وتعتمد السلبيّة منهجاً في التعامل مع الواقع. ولهذا قد نجد هذه الشخصية متفائلة ثورية، تعتقد أن العالم عجينة تستطيع تكييفها، وتتخذ الانتقاد مدخلاً إلى ذلك التصور-الاعتقاد.
في بعض الأحيان تترافق هذه الشخصية مع بعض الثقافة التي تتخذها طريقاً وأداة لتعزيز مصداقية ووزن انتقادها.
لا تريح الشخصية الانتقادية من هم حولها، لأنها تعتقد أن على الجميع أن يكون مثلها، فتقع في مغالطة_التعميم. وهي بقدر ماهي قلقة متذمّرة إنقلابية بقدر ماتجد لنفسها مُبرِّراً لنقد الآخرين على قبولهم أو تكيّفهم أو حتى تعاملهم مع الواقع، بل وتجد لنفسها مسوّغاً لاتهامهم بالجُبن أو الانتهازية أو حتى اللاأخلاقية تجاه الواقع والأشخاص والقضايا.
أحياناً تكون بطاقة حيوية محبة جداً للحياة، وأحياناً تكون بطاقة منخفضة (مواتية)-اكتئابية، فالحالتان متناظرتان؛ حب الحياة المفرط لدرجة طلب كمالها، والرغبة المفرطة بمغادرة الحياة لانعدام القدرة على وصولها للكمال.
هذه الشخصية ليست طارئة. طبيعتها هكذا. من الصعب تدجينها أو تعديلها، إلا إذا كانت مستعدة بطبيعة نصف مخها الأيمن على ذلك. فبمجرد تفعيل هذا النصف، تعاود اكتساب مهارات الذكاء الانفعالي-الوجداني، ويتحول انتقادها إلى (حكمة )، وبخلاف هذا يصعب إجراء تعديلات عليها، فهي مستعدة لتمديد شخصيتها نحو (الشخصية النقاقة) _السجالية