رفاه الدروبي
نظَّمت المديرية العامة للآثار والمتاحف معرضاً بعنوان «الفخار السوري عبر العصور» ضمن أيام الثقافة السورية، وشاركت بعشرات القطع الفخارية العائدة لأربعة عصور مختلفة، حيث ضمَّت فترة ما قبل التاريخ والشرق القديم والعصور الكلاسيكية، والإسلامية، كي تروي حكاية الحضارة السورية في القاعة الشامية بالمتحف الوطني بدمشق
الدكتورة هبة عاصي أمينة قسم ما قبل الميلاد في المتحف الوطني أشارت إلى أنَّ الإنسان عندما امتلك مهارة تصنيع الفخار أصبح يصقله، فلجأ في العصر الحجري النحاسي إلى تزيين القطع بأشكال زخرفية معينة حيوانية ونباتية، لافتةً إلى أنَّ القسم يحتوي على قطع من الألف الثامن وحتى الألف الرابع قبل الميلاد. كذلك شارك المتحف بنموذج من أنواع الأواني الفخارية بسبع قطع من تل كشكشوك، ومن فتره العصر الحجري النحاسي، تلي الرمادي والصبي الأبيض، فالفخار مادة مهمة وعن طريقه يمكن إعطاء تاريخ الموقع، وتتميَّز سورية بوجود الفخار في كلَّ المواقع تقريباً.
بدوره أمين قسم الفن الكلاسيكي علي حبيب أوضح أنَّ الفترة الكلاسيكية تضمُّ ثلاث فترات: «اليونانية، الرومانية، البيزنطية»، بينما تعود أغلب القطع المعروضة إلى الفترة الرومانية، والهدف من المعرض نقل النشاط المتحفي إلى المجتمع المحلي، للاطلاع على أهمية الحضارة والإنسان السوري، ودوره خلال فترات العصور المارَّة على البلد، فأغلب القطع المعروضة من الفترة الرومانية استخدمت في الحياة اليومية، إضافة إلى قطعة جنائزية عبارة عن مذبح صغير، وقطعتين عبارة عن مطرات فخارية، وأربع قطع تُسمَّى الفخار الناعم المصقول والمختلف بنوعيته عن بقيه القطع الأخرى.
أما أمينة المتحف الإسلامي الدكتورة نيفين سعد الدين فبيَّنت أنَّ المعروضات تبدأ بالفترة الأموية وانتهاءً بالعثمانية، وتضمُّ نماذج من قصر الحير وجبل قسيس، وأقدم القطع الفخارية تظهر كنماذج بسيطة في البداية ذات زخارف قليلة لكن مع تطور التقنيات وأفران الشي والقوالب أنتجت نماذج جميلة من الفترة العباسية والأيوبية والنوري، زُيِّنَت بزخارف وكتابات على القطع وظهر عدد أكبر منها بعد استخدام القوالب. وخلال الفترة المملوكية وضعت عليها شعارات المماليك والأمراء والملوك، أو كتابات نُقش عليها اسم الصانع، وكانت ورشات الفخار منتشرة في كلٍّ من دمشق وحلب والرقة وحماة. ومن نهاية الفترة المملوكية إلى نهاية العثمانية ضم ١٥ قطعة بنماذج وأعداد كبيرة من كل فترة، لذا تمَّ انتقاء قطعة تُعبِّر عن تطوّر الفخار في الفترات ذاتها.