الثورة – بسام مهدي
في إطار جهودها لتعزيز المعرفة الرقمية ونشر ثقافة الذكاء الاصطناعي بين طلاب الجامعات والمهتمين، أقامت الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، ورشة تدريبية مجانية بعنوان: “هندسة الأوامر (Prompt Engineering)”، قدّمها مهندس البرمجيات يحيى سبيني، حاصل على المركز العاشر في تحدي هندسة الأوامر العالمي الذي أقامته مؤسسة دبي للمستقبل عام 2025.
حضر الورشة عدد كبير من طلاب الجامعات والمتخصصين في مجال البرمجة والذكاء الاصطناعي، إذ شكّلت منصة عملية لفهم آليات التعامل مع تطبيقات الذكاء الصنعي بكفاءة أعلى، واكتساب مهارات صياغة الأوامر وتحويلها إلى مدخلات دقيقة تسهم في تحسين مخرجات الأنظمة الذكية.
تضمنت الورشة محاور متعددة، تناولت المفاهيم الأساسية والمتقدمة في هندسة الأوامر، من أبرزها: مفهوم الـ Token، حول كيفية تقسيم النصوص ومعالجتها ضمن النظام الذكي، وأوضح مفهوم نافذة السياق (Context Window)، وآلية تأثيرها في طول وجودة المخرجات، مشيراً إلى مفهوم الأمر النظامي (System Prompt)، ودوره في ضبط سلوك النماذج الذكية، وأيضاً مفهوم الذاكرة المؤقتة والدائمة، وكيفية الاستفادة من إدارة الذاكرة لتعزيز الاستجابات الدقيقة، وأكد سبيني على مفهوم تقمص الشخصيات، كأسلوب لزيادة التفاعل وخلق مخرجات مخصصة، مؤكداً على مفهوم تحسين صياغة السؤال، لتجنب الغموض والحصول على نتائج أكثر دقة، مشيرا إلى مفهوم الهلوسة، وكيفية التعامل مع المخرجات غير الصحيحة أو المضللة، أدوات البرمجة، وتطبيقاتها العملية في هندسة الأوامر.
واستعرض مفهوم الحلول البديلة، كأسلوب لفهم تنوع المخرجات، مشيراً إلى مفهوم التفاعل بالعكس، لاختبار قدرات الأنظمة، واختتم أخيراً في مفهوم المبالغة والتضخيم، كأدوات لصقل الاستجابات وتدريب النماذج.
كما استعرضت الورشة أمثلة تطبيقية عملية حول جميع أشكال الـ Prompt، سواء النصية أم البرمجية، إضافة إلى تصميم المواقع الإلكترونية وتصميم الألعاب الإلكترونية، مما أتاح للمشاركين رؤية شاملة عن تنوع استخدامات هندسة الأوامر في مختلف المجالات التقنية والإبداعية.
إن هندسة الأوامر ليست مجرد صياغة نصية، بل هي علم وفن يتطلب إلماما بخصائص الذكاء الاصطناعي وأدواته، وبهذا، تشكّل الورشة علامة بارزة في مسيرة الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية نحو نشر ثقافة الذكاء الاصطناعي وبناء كفاءات وطنية قادرة على المنافسة عالمياً.