الثورة – عبد الحميد غانم
أكد القائم بأعمال سفارة جمهورية السودان الدكتور أحمد إبراهيم حسن على تعزيز وتطوير العلاقات مع سوريا الجديدة وأهمية زيارة الوفد السوري للخرطوم وتوقيعه 55 اتفاقية في مختلف القطاعات الاقتصادية والسياسية والتجارية والزراعية.
وقدر عالياً التجربة السورية ونجاح ثورتها ونهجها في إعادة البناء والإعمار وعودة المهجرين وتحقيق الأمن والاستقرار في ربوع سوريا الجديدة.
وقال حسن في مؤتمر صحفي عقده اليوم في مقر سفارة جمهورية السودان في دمشق: نهنئ الشعب السوري الشقيق بنجاح ثورته المباركة وبدء العمل بالدستور الانتقالي وتشكيل الحكومة ورفع العقوبات عن سوريا.
وجدد حسن شكر الحكومة السودانية لسوريا ولكل الدول الصديقة والشقيقة على وقوفها ودعمها للسودان شعباً وحكومة، متمنياً كل التوفيق والخير للجميع وخاصة للحكومة والشعب السوري.
وقدم القائم بأعمال السفارة السودانية في المؤتمر الصحفي إحاطة سياسية وإعلامية واقتصادية وعسكرية ميدانية لتطورات الأوضاع في السودان مسلطاً الضوء على موقف الحكومة السودانية من هذه التطورات وتفاعلها مع محيطها الإقليمي والدولي.
وتطرق حسن إلى الأزمة التي يعاني منها السودان خلال هذه الفترة بعد تمرد قوات الدعم السريع على الحكومة السودانية الذي قامت به في 15 نيسان /أبريل 2023م، لافتاً إلى أنه انتهاك صارخ للدستور والقانون وخرق واضح وتغول على إرادة الشعب السوداني الذي يطمح إلى السلام والعدالة والتنمية.
واعتبر القائم بأعمال السفارة السودانية هذا التمرد هو أكبر تحدٍ يواجه الدولة السودانية لجهة ضلوع أطراف خارجية إقليمية ودولية فيه، عملت على إذكاء الصراع وتوسيعه وزيادة رقعته واستمراره حتى الآن.
وبيّن حسن الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيا المتمردة وما وثقته كاميرات الميليشيا ووسائل الإعلام العالمية لجرائم الميليشيا وتتمثل في جرائم القتل والسرقة والاغتصاب والنهب وحرق منازل وممتلكات المواطنين والقصف العشوائي والتدمير الممنهج للبنى التحتية، إضافة إلى اتباع سياسة الحصار والتجويع ونهب وسرقة قوافل المساعدات الإنسانية.
وأوضح أن استمرار قوات التمرد يأتي نتيجة الدعم الخارجي بالسلاح وبالمرتزقة، مشيراً إلى أنه تم رصد تسيير ما يزيد عن 800 رحلة شحن جوي بمختلف أنواع الأسلحة والذخائر بجانب جلب مرتزقة من أكثر من 15 دولة تقاتل إلى جانب الميليشيا المتمردة.
ونوه حسن بدور الحكومة السودانية التي ظلت وطيلة الفترة الماضية تقوم بواجبها في إدارة شؤون البلاد وبسط الأمن والاستقرار وتواصل دورها في تمكين المواطنين من العودة إلى قراهم ومدنهم التي استردتها من الميليشيا المتمردة بما ذلك إعادة تفعيل المؤسسات الحكومية في مجالات الصحة والكهرباء والمياه والتعليم وفتح الطرق وتسير المواصلات.
وذكر القائم بأعمال السفارة السودانية،بخارطة الطريق التي أعلنها رئيس مجلس السيادة في شباط/ فبراير الماضي، وتهدف إلى استقرار الأوضاع وتهيئة مناخ العودة الطوعية للنازحين، مشدداً على دور الحكومة حالياً في إعادة تأهيل وصيانة المباني للمؤسسات الشرطية والأمنية والحكومية وتحث المواطنين على العودة بعد عودة خدمات المياه والكهرباء في إرجاء واسعة من العاصمة .
ولفت حسن إلى أن الحكومة السودانية الجديدة التي يمثلها مجلس السيادة بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان ومجلس الوزراء ويمثله بروف كامل أدريس، وجدت كل ترحيب ودعم عربي وإقليمي ودولي، حيث أعربت الأمم المتحدة عن ترحيبها بتعيين رئيس الوزراء معتبرة أن ذلك تمهيداً لإنهاء الحرب ووقف معاناة الشعب السوداني واستكمال مسار التحول الديمقراطي، وقد رحب أيضاً رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بالتعيين، كما رحبت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالخطوة معتبرة أنها خطوة مهمة نحو الارتقاء بعمل المؤسسات الوطنية.
وقال حسن: لقد أصدر مجلس السلم والأمن الأفريقي والجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي وعدداً من الدول الصديقة والشقيقة بيانات قضت على فكرة قيام سلطة موازية في السودان وأكدت على توصيفها كحالة تمرد على الدولة السودانية في جزء من إقليم دارفور واعترافها فقط بالحكومة السودانية، ودعت كافة الدول لرفض تفتيت السودان وعدم تقديم أي دعم من أي نوع لأي مجموعة سياسية أو مسلحة مرتبطة بهذه السلطة.
ودعا القائم بأعمال السفارة السودانية، الدول الصديقة والشقيقة كافة للوقوف مع السلطة الشرعية في السودان وإدانة مثل هذه التصرفات التي تؤدي إلى تفتيت وتقسيم السودان، وإلى تضافر الجهود والحفاظ على وحدة الصف وجمع الكلمة والتكاتف لمواجهة التحديدات والحفاظ على هوية وسيادة وكرامة السودان.