الثورة -سهى درويش
باتت فتحات الصرف الصحي المكشوفة مشهداً مألوفاً في شوارع مدينة اللاذقية، بعد أن طالت السرقة أغطية “الريكارات” المعدنية بهدف بيعها خردة بسعر مرتفع، تاركة خلفها حفراً تهدد السيارات والمارة والخدمات العامة من انسداد لشبكات الصرف نتيجة دخول الأوساخ والحجارة، إضافة لارتفاع تكاليف الصيانة الطارئة على البلديات وانتشار الروائح الكريهة والتلوث البيئي.
من الإطارات إلى الشجيرات
وعلى الرغم من محاولات الأهالي في بعض الأحياء من التنبيه لخطر الحفر الخاوية بوضع إطارات سيارات، فإنها لم تنجُ أيضاً من السرقة، لتحل أغصان الأشجار بديلاً مؤقتاً ريثما يأتي الحل.
مدير الصرف الصحي في اللاذقية المهندس رواد عثمان أوضح لـ”الثورة”، أن الفوهات المطرية في مدينة اللاذقية تعرضت للسرقة والتخريب بشكل كبير، وقد شملت أعمال السرقة هذه كل أحياء المدينة، وتسببت في بعض الأحيان بمخاطر مرورية ومخاطر على السلامة العامة ،بالإضافة لما ينتج عنها من انسدادات في شبكات الصرف الصحي والمطري المختلطة نتيجة دخول الأجسام الكبيرة والأخشاب والحجارة والأتربة إلى الشبكات.
ولفت إلى أن ورشات مجلس المدينة والصرف الصحي تتابع أعمال تعزيل وتسليك وصيانة الفوهات وفق الإمكانات المتاحة، كما تم تأمين عدد من القنوات المطرية غير المعدنية (grp) وهي غير قابلة للسرقة، وذلك بتوجيهات المحافظ ومتابعة وإشراف رئيس الوحدات الإدارية، ويُؤمل أن تتوسع التجربة لتشمل كل الفوهات المسروقة خلال الشهر المقبل وقبل حلول فصل الشتاء.
ومن جهة أخرى، عملت دائرة الشؤون الصحية في مجلس على إزالة وتشميع تجمعات وأماكن بيع الخردة المخالفة بتوجيه من محافظ اللاذقية ورئيس الوحدات الإدارية.
إن سرقة الريكارات لم تعد مجرد ظاهرة تخريبية، بل تحولت لتجارة رابحة على حساب سلامة المارة والبنية التحتية بلا أدنى رادع أخلاقي، والشارع مهدد بحفر الخطر المفتوحة، حتى توقّف هذه النزيف الخدمي والإنساني من خلال تأمين أغطية غير قابلة للسرقة.