دفع الوضع في الشقيقة لبنان إلى حافة الانهيار الشامل يأتي ضمن مخطط أميركي صهيوني لانتزاع تنازلات سياسية وتحقيق مكاسب غربية بالمقام الأول تتمثل في تغيير هوية لبنان المقاوم إلى لبنان يلهث في ركب دول التطبيع تحت مسمى الاعتدال والوسطية.
المخطط لم يبدأ اليوم بل تم إعداده بعناية لتفجير الوضع الداخلي وخلق أزمات إنسانية واقتصادية تفضي إلى فوضى عارمة تتناسب وأهواء المستفيدين في الداخل اللبناني من أتباع الهوى الغربي والفلك الأميركي المتصهين والمزاج العربي الرجعي الذين يريدون إخراج لبنان من معادلة محور المقاومة في وجه العدو الصهيوني والأجندات الأميركية الغربية للمنطقة عبر ممارسة أعتى أنواع الضغط الاقتصادي والسياسي والذي بدأ باستهداف الشريان الاقتصادي المتمثل بمرفأ بيروت وما خلفه من تبعات اقتصادية خانقة لحقه ابتزاز سياسي غربي برأس فرنسي وتخطيط أميركي وبوصلة صهيونية.
بعض القوى السياسية اللبنانية التي تدور في الفلك الغربي وتتحكم بمفاصل اقتصادية وسياسية مهمة تعمل على تسريع اشتعال فتيل الانفجار الداخلي عبر مخالفة الدستور اللبناني وانتهاج سياسة رفع الدعم عن المحروقات وانهيار العملة في وقت تحاول القوى الوطنية تسهيل تشكيل حكومة لانتشال البلد من هاوية السقوط في فخ الفتنة والفوضى.
لا ينفصل ما يجري في لبنان عن المشهد الإقليمي الذي تشهد دول محور المقاومة فيه ضغوطاً اقتصادية وإجراءات أحادية قسرية في محاولة خنق شعوبها وكسر إرادتها وإظهار دولها عاجزة وفاشلة عن تأمين أبسط مقومات الحياة من غذاء ودواء وكهرباء، ولعل ما يجري في العراق من استهداف ممنهج لأبراج الطاقة الكهربائية والاستهداف السيبراني لمحطات الطاقة النووية الإيرانية والحصار الإرهابي الاقتصادي لسورية يؤكد أن المخطط جهة واحدة تتولى جهات تابعة تنفيذه، تتنوع بين قوى انفصالية وإرهابية واحتلالية وعميلة.
المخطط مكشوف وإفشاله يتطلب تضافر القوى الوطنية اللبنانية وتعزيز جهود المحور لتفويت الفرصة على العدو الصهيوني لتصدير أزماته الداخلية فؤاد الفتنة في لبنان، وتجاوزه لأزمته يصب في مصلحة استقرار المنطقة برمتها فعلى المراهنين على إشعال المزيد من الأزمات تحمّل التبعات.
البقعة الساخنة – بقلم مدير التحرير – بشار محمد