الثورة أون لاين – راغب العطيه:
تعبَّر الإدارات الأميركية دائماً عن صهيونيتها بأشكال مختلفة، وذلك لإعطاء الكيان الصهيوني المنهار من الداخل جرعة دعم ليستمر في إرهابه واحتلاله للأرض العربية، وذلك بعدما أصبح هذا الكيان يرى نهايته المحتومة على يد محور المقاومة تلوح في أفق الصراع الذي أسست له دول الاستعمار الغربي قبل نحو قرن من الزمن.
فكل مرة تأتي فيها إدارة جديدة للحكم في البيت الأبيض، يسارع مسؤولوها وأركانها ليعلنوا مواقفهم الداعمة للكيان الصهيوني، وهو ما بات تقليداً يتكرر مع كل إدارة جديدة، وعادة ما يتم تظهيره في الجلسات النوعية للكونغرس الأميركي صاحب القرار في تعيين أكثر المسؤولين في المناصب ذات الحساسية السياسية والإدارية في تراتبية النظام السياسي الأميركي.
فبعد قرارات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب حول ما سماه أحقية “إسرائيل” في القدس والجولان، أصبح هذا الموضوع في صلب السياسة الخارجية الأميركية ويتم تداوله بشكل دوري بين مسؤولي الإدارة على شكل تصريحات كرسائل يطلقونها لكسب ود اللوبي الصهيوني الذي يعد أكبر وأقوى مجموعة ضغط في الولايات المتحدة الأميركية على الإطلاق، والمدافع الأول عن مصالح الكيان الصهيوني في بلد أصبحت سياسته تعتمد كلياً على الاستثمار في الإرهاب ودعم كياناته التي لا تؤمن لا في الحرية ولا الديمقراطية ولا في حقوق الإنسان، وفي مقدمة هذه الكيانات الكيان الصهيوني وتنظيمات داعش والقاعدة وقسد وغيرها، والتي جميعها تحيا وتستمر بالدعم اللا محدود من جانب واشنطن.
ما صرح به توماس نيدز مرشح الرئيس الأميركي جو بايدن لمنصب سفير أميركا الجديد لدى الكيان الإسرائيلي في جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأميركي حول موقفه من القدس المحتلة والجولان العربي السوري المحتل يأتي في سياق الترويج للأوهام الأميركية التي لا وجود لها إلا في مخيلات هؤلاء المارقين وأولهم ترامب صاحب القرار الشهير الذي يرفضه السوريون والفلسطينيون والعالم أجمع، ويدحضه في الوقت نفسه الواقع والتاريخ وكل القوانين والشرائع الدولية.
قول نيدز: “إن القدس هي عاصمة لإسرائيل” وأنه يتطلع للعيش فيها، وأن إدارة الرئيس بايدن تدعم اعتراف الولايات المتحدة الأميركية بعهد ترامب، بأن الجولان جزء من الكيان الصهيوني، يعبر أوضح تعبير عن صهيونية هذا الشخص وتوجهاته العدوانية تجاه سورية وفلسطين، معلناً عن دعمه للقتل والإرهاب الصهيوني ضد أبناء شعبنا الفلسطيني وأهلنا في الجولان المحتل، ما يعني أن هذا المسؤول هو إرهابي ولكن بمرتبة سفير