الثورة – ميساء الجردي:
نظراً لصعوبة معرفة ما إذا كان الطفل يسمع أم لا في الأشهر الأولى من ولادته من دون فحص سمع، ونظراً لأهمية الكشف المبكر عن هذه الحالات لضمان اتخاذ الإجراءات اللازمة ومعالجتها في الوقت المناسب بما يضمن للطفل فرصة التطور اللغوي والمعرفي الطبيعي، أطلقت وزارة الصحة مشروع برنامج المسح السمعي للولدان ضمن برنامج المسح الشامل في عيادات الوليد، والذي يُنفذ بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومنظمة آمال ووزارة الدفاع والداخلية ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري ضمن المراكز الصحية الموزعة على مستوى المحافظات.
حيث نجد أن هناك عدة عوامل تتسبب في حدوث هذه المشكلة وأولها العوامل الوراثية التي تشكل 50% من الأسباب وخاصة إذا كان هناك قصة عائلية، إضافة إلى عوامل أخرى تتعلق بالإنتانات التي تصيب الأم خلال فترة الحمل مثل الحصبة أو الفيروس المضخم للخلايا، أو تناول الأدوية.
وأيضا المشكلات التي تحيط بالولادة وما بعدها مثل نقص الأكسجة وتنافر الزمر الدموية والرضوض والولادة المبكرة، ورضوض الرأس وغيرها.
حول هذا الموضوع وخلال إطلاق البرنامج الوطني للكشف المبكر عن نقص السمع تحدث الدكتور عصام الأمين مدير مشفى المواساة الجامعي عن دور التعليم العالي في نجاح هذا البرنامج، ووجود فحص سمعي لكل طفل حديث الولادة في المشافي الجامعية من خلال المراكز المجهزة للتشخيص والاستقصاء، والكوادر المدربة، مشيراً إلى أهمية البحث العلمي في تطوير البرنامج من خلال الاستفادة من المخرجات والأرقام والنسب التي توصف الحالات المتعلقة بالمسح السمعي.
وبيَّن الأمين أن مشفى المواساة مجهزة لتقديم الاختبارات والتشخيص للسمعيات لمختلف الأعمار ولكافة المراجعين، ووفق إحصائيات عام 2019 هناك أكثر من 5020 مريضاً راجع السمعيات، وقد نقص العدد خلال عام 2020 بسبب ظروف الكورونا.
ومن هنا نتلمس أهمية وجود التوعية خلال السير بالمشروع، وتأمين الخدمات التشخيصية لهذا المسح والإجراءات في جميع الأماكن، وتأمين الأجهزة المطلوبة في بعض المشافي والمراكز، وتدريب الكوادر وتأهيلهم لتقديم أفضل الخدمات وتأمين اللوازم لتبادل الخبرات والمعلومات والبيانات والتشبيك وصولاً إلى استراتيجية وطنية متكاملة.