ما “الوحش البحري” الصيني.. وهل تسعى بكين لإحياء تكنولوجيا الحرب الباردة؟

الثورة- منهل إبراهيم:

كشفت صور مسربة على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية النقاب عن طائرة بحرية ضخمة هجينة تُعرف باسم “وحش بحر بوهاي”.

وقد استوحى تصميم هذه الطائرة من مشروع سوفييتي سري من حقبة الحرب الباردة لطائرات “إكرانوبلان” أو مركبات تأثير الجناح في الأرض.

وبحسب صحيفة “ديلي إكسبريس” صُممت إيكرانوبلان لتجمع بين ميزات الطائرات والسفن والمركبات الهوائية، وقد استخدمها الاتحاد السوفييتي سابقاً كسفينة حربية في بحر قزوين في الفترة من عام 1987 إلى أواخر التسعينيات.

وفي هذا السياق نشر موقع “شيناري إيكونومتشي” تقريراً سلط فيه الضوء على ظهور ما سماه “الوحش البحري لبحر بوهـاي”، وهو إكرانوبلان صيني ضخم يعيد إحياء تكنولوجيا الحرب الباردة التي اشتهرت بها موسكو.

وقال الموقع في التقرير، إن الصين تبني إكرانوبلان عملاقاً جديداً، لتعيد إلى الحياة التكنولوجيا السرية للحرب الباردة، كاشفاً عن كيفية عمل هذا “الوحش البحري”، وما كانت وظائفه لدى السوفييت، ودوره الغامض اليوم.

وأوضح الموقع أن اكتشاف إكرانوبلان صيني غامض، لُقِّب بـ “الوحش البحري لبحر بوهاي”، يهز عالم التكنولوجيا العسكرية والنقل، فهذا الطائر العملاق، الذي رصد لأول مرة بفضل صورة تمّت مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي، يعيد إلى الواجهة أكثر المشاريع السوفييتية سرية في حقبة الحرب الباردة ويكشف عن سباق جديد درامي للسيطرة على البحار.

وذكر الموقع أن الإكرانوبلان أو (مركبة تأثير الجناح بالقرب من الأرض) هي مركبة هجينة ليست طائرة ولا سفينة ولا مركبة هوفر كرافت، وتتمثل خاصيتها الأكثر إثارة للدهشة في قدرتها على الطيران على ارتفاع بضعة أمتار فقط فوق سطح الماء، مستفيدة من ظاهرة ديناميكية هوائية تُعرف “بتأثير الأرض”.

وهذا التأثير يولد وسادة هوائية بين الجناح والسطح، ما يقلل بشكل كبير من مقاومة الهواء ويسمح للمركبة بالسفر بسرعات عالية جداً حاملة حمولات استثنائية بعرض جناح صغير نسبياً.

وذكر الموقع أن الاتحاد السوفييتي كان هو الرائد الذي قد وصل بهذه التكنولوجيا إلى أقصى درجات التطور، خلال الحرب الباردة، إذ رأت موسكو في الإكرانوبلان سلاحاً استراتيجياً هائلاً، وكانت المشاريع الأكثر شهرة، مثل “وحش بحر قزوين” العملاق و”لون”، هما عبارة عن وحوش بحرية حقيقية صمّمت لأدوار عسكرية محددة.

ووفقاً للموقع، كان الوحش “لون”، على سبيل المثال، مركبة هجومية مسلحة بالصواريخ، قادرة على تجاوز سرعة سفينة حربية، والتهرب من الرادارات بفضل طيرانه على ارتفاع منخفض جداً، وكانت وظيفته الرئيسية تنفيذ هجمات مفاجئة ونقل الجنود والمركبات المدرعة بسرعة إلى الشواطئ المعادية، وهو دور كان يسند عادة إلى مركبات الهوفر كرافت.

وكان السوفييت يحلمون باستخدامها لشن هجمات برمائية سريعة ومدمرة، ومع ذلك، ومع انهيار الاتحاد السوفييتي، تم التخلي عن هذه المشاريع الطموحة، تاركة فراغاً لم يجرؤ أحد على ملئه لعقود.

فهل تحاول الصين ملء هذا الفراغ عبر وحشها؟، سؤال بات يطرح الآن، مع “وحش بوهاي”، ويبدو أن الصين تريد ملء ذلك الفراغ بطريقة استعراضية، فهذا الطراز الجديد، المطلي بطلاء رمادي منخفض الظهور للرادار، يتميز بخصائص تشير بوضوح إلى استخدامه العسكري.

وأكد الموقع أن المحللين يفترضون أنه قد يكون مخصصاً للنقل الهجومي، حيث يمكنه نقل الجنود والآليات بسرعة لتنفيذ عمليات برمائية.

وقد يكون هذا الطائر قادراً على دعم عمليات مركبات الهوفر كرافت الحديثة التابعة للبحرية الصينية، موفراً قدرة غير مسبوقة على إسقاط القوة.

وفي منظور سيناريو مهاجمة تايوان، يمكن استخدام هذه المركبات لإنزال أوائل وحدات الكوماندوز بسرعة من أجل السيطرة على المناطق الرئيسية في الجزيرة، والوصول إليها في وقت قياسي.

وهناك نظرية أخرى، لا تقل دراماتيكية، تشير إلى أنه قد يكون طائرة شحن مسيّرة بدون طاقم، مخصصة لتزويد الحاميات على الجزر النائية بسرعة أو لدعم العمليات البرمائية، وحتى في هذه الحالة، سيكون ذلك بمثابة تغيير استراتيجي كبير.

آخر الأخبار
زيارة الرئيس الشرع للبيت الأبيض.. تحوّل المسار السوري وتوازنه إقليمياً ودولياً تصريحات أميركية بعد اجتماع الشرع مع ترامب بعد دقائق من دخول الشرع إلى "البيت الأبيض".. الخزانة الأميركية تصدر قراراً مهماً  مركز للتصوير بالأمواج فوق الصوتية في مركز الأورام بمستشفى اللاذقية الجامعي  الرئيس الشرع يصل "البيت الأبيض" ويبدأ محادثاته بجلسة مغلقة إعادة تأهيل 320 مدرسة في إدلب زيارة الرئيس الشرع لـ"البيت الأبيض".. ماذا تريد واشنطن من لقاء دمشق؟ بعد 116 يوماً على اختطافه.. الدفاع المدني يجدد مطالبته بالإفراج عن حمزة العمارين سوريا تطرق أبواب "التحالف الدولي".. هذه أبرز الانعكاسات على الخرائط السياسية والعسكرية   ثلاث مشاجرات وحالة إغماء.. حصيلة يوم في "كهرباء حمص"..!  30 ألف مستفيد سنوياً من خدمات مركز الإعاقة ومصابي الحرب وفد سويسري – ألماني يضع ملامح تطوير التعليم المهني في دمشق أجندة ترامب الشرق أوسطية.. لماذا زار الشرع واشنطن قبل صفقة بن سلمان الكبرى؟ بسلاح الحجة والعقلانية.. الرئيس الشرع يفرض الحوار من أجل إلغاء قانون "قيصر" خلال أقل من عام.. كيف أوصل الشيباني سوريا إلى مكاتب "البيت الأبيض"؟ "رويترز".. هل باتت الوكالة البريطانية الوسيلة الأخيرة لترويج تنظيم "داعش" في سوريا؟ ماذا تعني الاتفاقية الأمنية الجديدة بين سوريا وإسرائيل؟ لماذا يترقب لبنان نتائج زيارة الرئيس الشرع إلى "البيت الأبيض"؟ "تجارة حلب" تبحث تحديات قطاع المواد الكيماوية للأدوية ومواد التجميل بعد ارتفاع تعرفة الكهرباء.. المنتج المحلي عاجز عن منافسة المستورد