لن تتوقف الحرائق لا اليوم ولا غداً ولا في المستقبل، فالحرائق غضب طبيعة من طمع لم يرحم، وحقد ناس، وتقصير بصيانة الغابات، الحرائق جاءت من فعل خاطئ لمحروم يبحث عن لقمة أولاده في الغابات، ومن مزارع جاهل لقوانين الطبيعة.
لم يكن الإجماع والاجتماع كما اليوم على هول الكارثة التي ألمت بغابات سورية ورئتها، وتعجز الكلمات وتصغر المواقف أمام جهود رجال محاصرة بالنيران لم تنم منذ أيام، تواجه النيران بأبسط الأدوات وأعلى درجات الإيمان وهي تجهل مصيرها.
كل جهود وإمكانات البلد اجتمعت في موقع الحريق وباتت بقية المواقع متروكة لرحمة رب العالمين وهذا يستوجب على كل مواطن وبلدية ومجلس بلدة وجهة عامة وخاصة حماية محيطها واتخاذ إجراءات احترازية، المواطن ينظف أرضه، والبلديات جوانب الطرق، ودوائر الزراعة خطوط النار، والأمر يستوجب نفيراً عاماً مشتركاً بين الناس والجهات العامة وكافة الفعاليات لتنظيف كل الطرق المؤدية إلى المواقع الحراجية والأراضي الزراعية والحقول والبساتين.
هي ساعة استحقاق لجميع السوريين للوقوف في جبهة واحدة كما في جبهة جبال اللاذقية التي جمعت أطياف السوريين في مواجهة نيران الغضب والحقد والفساد والظلم والجهل.
الشعب السوري اجتمع في المحن وأطلق مبادرات المحبة والتآخي والانتصار للحق وهذه لحظة اختبار للجميع فإن لم نجتمع سيكون مصيرنا كمصير الغابات التي طالتها النيران.