الثورة – عامر ياغي:
يُعد إعادة تشغيل نظام “سويفت” في سوريا خطوة استراتيجية لدمج الاقتصاد المحلي في النظام المالي العالمي وتعزيز ثقة المستثمرين.
الخبير الاقتصادي والمصرفي الدكتور إبراهيم نافع قوشجي أوضح أن نظام سويفت (SWIFT) يعدّ أحد أهم البنى التحتية المالية العالمية، إذ يمثل شبكة الاتصال الآمنة التي تربط البنوك والمؤسسات المالية حول العالم، وتُمكّنها من تبادل الرسائل والتعليمات الخاصة بالتحويلات المالية والاعتمادات المستندية بشكل موحد وموثوق. مشيراً إلى أنه مع الإعلان عن تشغيله قريباً في البنوك المحلية، فإن انعكاساته على قطاع الأعمال والاقتصاد ستكون واسعة وعميقة. وأوضح قوشجي في حديث لصحيفة الثورة أنه على صعيد التحويلات المالية، فإن اعتماد سويفت سيعزز الكفاءة بشكل ملحوظ من خلال السرعة والدقة في تنفيذ العمليات، حيث تختصر التحويلات الدولية من أيام إلى ساعات أو دقائق، مع تقليل الأخطاء البشرية.
“كما أن النظام يعتمد على بروتوكولات تشفير عالية، ما يرفع مستوى الأمان والموثوقية بين البنوك المحلية والبنوك المراسلة، مما يؤدي إلى خفض التكاليف التشغيلية عبر تقليص الاعتماد على الوسائط التقليدية غير الآمنة ” وفقاً للخبير الاقتصادي والمصرفي. ويضيف: أما في مجال الاعتمادات المستندية – الكلام للدكتور قوشجي – فإن تشغيل سويفت سيُحدث نقلة نوعية في تسهيل التجارة الخارجية، إذ يجعل إصدار الاعتمادات وإدارتها أكثر سرعة وشفافية، ويعزز ثقة المستثمرين والموردين في التعامل مع المؤسسات المحلية. كما أن وضوح الرسائل المعيارية يقلل من احتمالات النزاعات التجارية ويزيد من قدرة البنوك على جذب شركاء جدد. وأشار قوشجي إلى أن تراكم الأرصدة لدى البنوك المراسلة سيكون من أبرز النتائج، حيث ستزداد التدفقات المالية مع ارتفاع حجم التحويلات، مما يؤدي إلى تحسين السيولة الدولية واستخدام هذه الأرصدة لتغطية المدفوعات المستقبلية وتسهيل عمليات الاستيراد والتصدير.
مبينًا أن هذا التراكم يعكس أيضاً قوة الجهاز المصرفي المحلي ويعزز سمعته لدى المؤسسات المالية العالمية. ولفت إلى أنه على مستوى النقد الأجنبي، فإن تجميع الدولار الأميركي عبر التحويلات التجارية سيتيح للمصرف المركزي تكوين احتياطي جديد، وهو ما يدعم الاستقرار النقدي ويقوي الموقف التفاوضي للدولة في مواجهة الأزمات الاقتصادية. كما أن وجود احتياطي من العملات الصعبة يعزز ثقة المستثمرين المحليين والأجانب بقدرة النظام المصرفي على الوفاء بالتزاماته، وبحسب الخبير قوشجي، فإن النظام سيضيف انعكاسات على قطاع الأعمال، إذ سيسهم النظام في توسيع نطاق التجارة وتمكين الشركات من الدخول في أسواق جديدة بفضل سهولة التحويلات والاعتمادات، كما سيحفز الابتكار المالي عبر تطوير منتجات جديدة مرتبطة بالتحويلات الدولية وتمويل التجارة، ويرفع مستوى التنافسية بين المؤسسات المحلية ويعزز الشفافية والرقابة من خلال تتبع العمليات بدقة، الأمر الذي يساعد على مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وقال: إن تشغيل نظام سويفت في البنوك المحلية ليس مجرد تحديث تقني، بل هو قفزة استراتيجية ستنعكس على التجارة والاستثمار والسيولة النقدية، كما يشكل خطوة نحو دمج الاقتصاد المحلي في النظام المالي العالمي، بما يفتح آفاقاً جديدة أمام قطاع الأعمال ويعزز قدرة المؤسسات على مواجهة التحديات الاقتصادية.