الثورة – وفاء فرج:
خبراء في إدارة الموارد الطبيعية أن التحديات المناخية التي تواجه سوريا لم تعد تقتصر على نقص الهطولات المطرية فحسب، بل تتعداها إلى ما يمكن تسميته بـ “تأثير الجفاف المتضافر”.
فالموسم الزراعي مهدد بشكل حاسم، خاصة بعد موسم الجفاف القاسي الذي شهدته البلاد، مشيرين إلى أن معظم السدود شبه فارغة ولا تستطيع دعم الري التكميلي للمحاصيل.
يرى الاستشاري في إدارة الموارد الطبيعية لدى منظمات الأمم المتحدة ومدير عام شركة الأرض للتنمية المتطورة للموارد الدكتور موفق الشيخ علي أن التحديات المناخية التي تواجه سوريا لم تعد تقتصر على نقص الهطولات المطرية فحسب، بل تتعداها إلى ما يمكن تسميته بـ “تأثير الجفاف المتضافر”، الذي يهدد الموسم الزراعي بشكل حاسم، خاصة بعد موسم الجفاف القاسي الذي شهدته البلاد.

تفاقم الأزمة
وأوضح الشيخ علي أنه عندما نتحدث عن احتباس الأمطار يجب أن يترافق ذلك مع عوامل مناخية أخرى، ولا سيما درجات الحرارة التي تتآزر مع المياه في التأثير المباشر والحاسم على دورة حياة النبات وبالتالي المحصول الزراعي.
ويضاف إلى ذلك عامل سرعة الرياح والرطوبة الجوية، إذ إن ترافق الجفاف المطري مع درجات حرارة عالية وسرعة رياح خفيفة إلى متوسطة مع انخفاض الرطوبة الجوية يشكل تأثيراً بالتضافر نحو تعميق الفجوة والاحتياج المائي للمحصول.
وأشار إلى أن التغييرات المناخية فرضت نفسها في العقدين الأخيرين، حيث أصبحت تكرارية سنوات الجفاف أعلى، كما أن معدلات الهطول المطري وتوزيع الأمطار الشهري أصبحت أقل انتظاماً، وازدادت الهطولات العاصفية (أمطار غزيرة خلال زمن قصير) التي لا يستفيد منها المحصول الزراعي ولا المخزون الجوفي للمياه.
وفيما يخص الموسم الحالي 2025-2026، حذر الشيخ علي من خطورته إذا جاء جافاً، لافتاً إلى أن الموسم السابق 2024-2025 كان قاسياً، ولم يتجاوز معدل المتساقطات المطرية فيه في أحسن أحواله 40بالمئة في الساحل ووصل إلى حدود 20بالمئة في بعض المناطق.
وأكد أن هذا الموسم يأتي ومعظم السدود شبه فارغة، وفي أحسن الأحوال لا تحتوي أكثر من 30بالمئة من حجومها التخزينية، وبالتالي فهي غير قادرة على دعم الموسم الزراعي بالري التكميلي، على عكس الموسم السابق الذي كان قادراً ولو جزئياً على ترميم احتياجاته المائية من خلال مخازين السدود أو آبار المياه الجوفية التي كانت تدخر مخزوناً مائياً نتيجة الوارد المطري للسنوات السابقة.
مقترحات
ودعا الشيخ علي إلى ضرورة اتخاذ إجراءات للتكيف مع ندرة المياه، فبالنسبة للموسم الشتوي، يجب تقييد زراعة بعض المحاصيل والتركيز على المناطق ذات المعدلات المطرية الأكثر موثوقية مثل الساحل والجزيرة وإدلب وغرب حمص والغاب، وأما للموسم الصيفي، فيجب الذهاب نحو محاصيل أقل استهلاكاً للمياه والتخلي عن زراعة محاصيل ذات استهلاك عالٍ مثل البندورة والبطيخ.