الثورة ـ علا محمد:
انطلقت اليوم فعاليات معرض كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية الثامن بجامعة دمشق، تحت عنوان “شباب سوريا يصنعون المستقبل” ويشارك في المعرض أكثر من 155 مشروعاً هندسياً مبتكراً من إعداد طلاب الجامعات السورية الحكومية والخاصة، بحضور معاوني وزير التعليم العالي والبحث العلمي غيث ورقوزق وعبد الحميد الخالد، على مسرح الكلية.
المعرض، الذي يستمر ثلاثة أيام، يهدف إلى دعم الإبداع الطلابي، وتحويل الأفكار إلى نماذج تطبيقية قابلة للتنفيذ، إضافة إلى تعزيز التواصل بين الجامعات وقطاع الصناعة بما يفتح المجال أمام مشاريع ريادية وشركات ناشئة. كما يسعى إلى تحفيز روح الابتكار لدى الطلبة، وتقديم حلول هندسية ذكية تخدم المجتمع وتواكب التطورات التكنولوجية العالمية.

الابتكار طريق النهوض
في كلمته خلال الافتتاح، أشار معاون الوزير الدكتور غيث ورقوزق إلى أن المعرض يجسد روح الطموح لدى الطلاب، ويعكس قدرة المؤسسات التعليمية على مواكبة التطورات التقنية رغم التحديات. وأكد أن الوزارة تؤمن بأن الاستثمار في العقول هو الطريق الأمثل للنهوض بالوطن، وأن هذه المشاريع المتميزة دليل على إرادة الشباب السوري ومعرفته في صياغة مستقبل واعد يقوم على العلم والتكنولوجيا. ودعا ورقوزق المؤسسات الصناعية والتقنية إلى مدّ جسور التعاون مع الطلاب ومشاريعهم، لتحويل الأفكار إلى منتجات والبحوث إلى تطبيقات تخدم المجتمع السوري وتثري اقتصاده.

بدوره، أوضح رئيس جامعة دمشق الدكتور مصطفى صائم الدهر أن نسخة هذا العام من المعرض تكتسب أهمية خاصة بمشاركات عديدة من جامعات حكومية مثل حلب وحمص وإدلب وطرطوس، إضافة إلى جامعات خاصة من مختلف المحافظات، وبيّن أن المعرض يضمّ عشرات المشاريع القابلة للتطوير والاستثمار التي تعبّر عن إبداع الطلبة واستجابتهم لاحتياجات المجتمع ومشاريع إعادة الإعمار.

وفي تصريح لـ “الثورة” اعتبر عميد كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية مهلب الداود، أن المعرض هو ثمرة سنوات من الجدّ والاجتهاد، وخطوة أولى نحو مستقبل مشرق يبنيه أبناء سوريا بعقولهم وإبداعهم. ولفت إلى أن تنوّع المشاريع في مجالات الهندسة الميكانيكية والكهربائية والإلكترونية والطبية والمعلوماتية والتطبيقية يعكس أن الإبداع لا يعرف حدوداً، مشيداً بجهود وزارة التعليم العالي وجامعة دمشق في تذليل الصعوبات لإنجاح الفعالية.

جامعة إدلب.. لأول مرة
من جانبها، أشارت عضو اللجنة المنظمة للمعرض صفاء سراقبي إلى أن جامعة إدلب تشارك للمرة الأولى في هذا الحدث، الذي يتميز بمشاركة واسعة من الجامعات الحكومية والخاصة، إضافةً إلى عدد من الشركات والمؤسسات الصناعية. ولفتت إلى تنوع المشاريع وتعدد اختصاصاتها في مجالات الذكاء الصناعي، والتصميم الهندسي، والمشاريع الحاصلة على براءات اختراع، ما يمنح المعرض طابعاً علمياً وتطبيقياً مميزاً. ومن داخل أروقة الكلية، افتُتح اليوم “نادي الذكاء الاصطناعي والروبوتات”، الذي يعد إضافة نوعية لطلبة الهندسة. وبيّن أيمن بقلة، طالب سنة خامسة هندسة تحكم، أن النادي يهدف إلى تعليم الطلاب مبادئ الذكاء الاصطناعي والروبوتات بطريقة تفاعلية تجمع بين التعلّم واللعب، وأضاف أن البرامج التعليمية المعروضة تشمل الأردوينو، راسبيري باي، مشاريع إنترنت الأشياء، تصميم الألعاب، عروض لطائرات الدرون، والروبوتات المتنقلة (الموبايل روبوت).

واختُتم حفل الافتتاح بحضور رؤساء جامعات حكومية وخاصة وعدد من الأساتذة والفعاليات العلمية والصناعية، حيث عُرض برومو خاص بمشاريع الطلاب المشاركين، تلاه تكريم للجامعات والشركات الراعية، في مشهدٍ احتفى بالعقول الشابة التي ترسم بجهدها ملامح الغد السوري.