تأملتْ العنوان طويلاً، واستغربتْ.. هل من حقنا كنساء أن يكون “الزواج من أولوياتنا” أن نقولها بملء الصوت والقلب؟
ضحكنا معاً، ثم انشغلت كلّ واحدة منا بأفكارها وبيئتها التي نشأت فيها، والفرص التي أتيحت لها للزواج بمن ترضى دينه وخلقه، إلى نظرة تأملية بمبادئها وقيمها الخاصة في اختيار الشريك، وأحلامها وأمنياتها في بناء عش زوجي حالم.
كان عنواناً لافتاً لنا حين قرأناه، بقدر ما هو محفز للكثيرات للخروج من شرنقة الصمت إلى عالم يشاركن فيه مع نصفهن الآخر، ليكتمل به ومعه معنى التشاركية بانسجام ووئام.
“الزواج في سلم أولويات المرأة المسلمة” هو عنوان الدعوة لمحاضرة تقيمها مديرية ثقافة حلب هذا الأربعاء، والذي يفتح النقاش حول قضية أساسية أضم فيها صوتي إلى صوت امرأة تؤمن في حقها بإيجاد شريكها العاطفي، يكمل معها شريعة الخليقة في التكامل والتكاثر، وأن تجد الرجل الذي يملأ فراغ قلبها حين يكثر زحام البشر، فيملأ الوقت والمكان وكلّ النظر!
وفي الوقت نفسه، من حقها أن ترفض من لا تستكين روحها معه، ولا تشعل نار الاحتواء أضلعها الباردة، وأن تستبعد من حياتها رجلاً يكون مصدراً للقلق، وتنبذ رجلاً ستعيش معه بجناحٍ مكسورٍ وهي حالمة كنسر.
أنا مع امرأة تعتز بقرارها أياً كان، تعرف تماماً ما لها وما عليها، وتتقن فن الاستماع إلى صوتها الداخليّ الذي يقول لها :أين يجب أن تكون، ومع من تشاركه شغب الحياة ومنعطفاتها القاسية.
نعم، تزوجي كي تزهري، لا أن ترمي حملكِ على آخر كحجرٍ، وتعيشين معه بنصف قلب!.