الثورة:
انطلقت اليوم أعمال الدورة الـ 36 للمؤتمر الإقليمي للشرق الأدنى لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” بمشاركة سورية حيث تستمر حتى يوم غد في العاصمة العراقية بغداد تحت شعار “التعافي ومعاودة التشغيل”.
وأكد رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي في كلمة خلال الافتتاح بحضور ممثلي ثلاثين دولة من بينهم وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس محمد حسان قطنا أن المؤتمر الذي يبحث في تطوير نظم غذائية وزراعية قادرة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة يفرض تشخيص التحديات واستراتيجيات الحلول للوصول إلى نتائج مرجوة استناداً إلى الإمكانات المتاحة والاستفادة من التجارب الإنسانية الرائدة في هذا المجال.
وأشار الكاظمي إلى أن العالم اليوم يواجه تحديات الجفاف والتصحر والتغير المناخي وهذا النوع من التحديات مضاعف في العراق بسبب غياب التحديث في منظومات الزراعة الحديثة والري لسنوات طويلة سابقة بسبب الحروب وسوء الإدارة.
ولفت الكاظمي إلى أن لغة الحوار والتفكير المشترك وتجنب الحلول الذاتية التي لا تراعي مصالح الجوار هي الحجر الأساس للتعاون والشراكة فلا يمكن لمجتمع أن ينمو على حساب مجتمع آخر والتجربة الإنسانية تقود إلى هذه الخلاصة.
وعلى هامش أعمال المؤتمر بحث وزير الزراعة والإصلاح الزراعي مع نظيره العراقي المهندس محمد كريم الخفاجي آلية تطوير وتعزيز علاقات التعاون بين البلدين في مجالات البحوث العلمية الزراعية والإنتاج النباتي والحيواني والصحة الحيوانية والثروة السمكية وسبل التعاون لتحديث القرارات المتعلقة بالاستيراد والتصدير والحجر الزراعي بما يسهم في دعم القطاع الزراعي في البلدين.
ودعا الوزير قطنا إلى تخصيص المنتجات الزراعية السورية ولا سيما الحمضيات ببعض الميزات التفضيلية ما يمكنها من المنافسة بشكل أكبر في السوق العراقية مشيراً إلى أنه رغم تسهيلات الحكومة السورية بهذا الخصوص كإلغاء الرسوم وتخفيض السعر الاسترشادي لشحنة الحمضيات إلا أن كميات التصدير إلى العراق انخفضت بشكل كبير بين العام الحالي والعام السابق.
وأكد الوزير قطنا ضرورة التنسيق بين البلدين لإيجاد حلول للمشكلات التي تواجه تبادل المنتجات الزراعية ومشاكل النقل والتسويق إضافة إلى ارتفاع تكاليف التخليص والنقل داخل الأراضي العراقية.
الوزير الخفاجي أكد التواصل مع هيئة المنافذ الحدودية العراقية من أجل التوصل إلى قرار فيما يخص الصادرات الزراعية السورية وفق الميزات التفضيلية الممنوحة وإجراء دراسة لأسواق الجملة والصعوبات التي تعوق وصول المنتج السوري للسوق العراقية لافتاً إلى اهمية تنظيم تبادل المنتجات الزراعية بما يحافظ على المنتجات المحلية في البلدين وإيجاد نظام الإنذار المبكر للأمراض العابرة للحدود.
وفي تصريح لمراسلة سانا في بغداد أوضح الوزير قطنا أن اللقاء بحث مجموعة الاتفاقيات التي تربط البلدين في المجال الزراعي وضرورة وضع برنامج تنفيذي لها لما فيه مصلحة الجانبين في المجالات البحثية والزراعية والإنتاجية.
وأشار قطنا إلى أن المباحثات ركزت على التبادل الزراعي والتجاري وحرص البلدين على تفعيلها وتذليل الصعوبات بهدف رؤية نتائج إيجابية قريباً جداً.
بدوره أعلن الخفاجي في تصريح مماثل أن اللقاء مع الوفد السوري كان مميزاً وأخوياً وتطرق للكثير من المسائل المتعلقة بالتعاون بين العراق وسورية وخاصة في مجال تسويق المنتجات الزراعية السورية إلى العراق وتسهيل الإجراءات الجمركية والحدودية.
وأشار الخفاجي إلى مناقشة الإجراءات الخاصة باتفاقية التعاون بين العراق وسورية وجوانبها الفنية إضافة إلى موضوعي زراعة النخيل وتطوير الاستزراع السمكي.
كما التقى الوزير قطنا وزير التجارة العراقي الدكتور علاء أحمد الجبوري الذي أشار إلى ضرورة إقامة معرض للمنتجات السورية في الموصل من أجل تحفيز دخول البضائع السورية بمختلف أشكالها إلى السوق العراقية.
وبحث الوزير قطنا مع نظيره اللبناني الدكتور عباس الحاج حسن تطوير التعاون بين البلدين في مجالات البحوث العلمية الزراعية والحجر الزراعي والبيطري والأدوية البيطرية إضافة إلى الاتفاقيات الثنائية في مجال إعادة تشجير سلسلة الجبال الشرقية السورية اللبنانية.
ولفت الوزير قطنا إلى ضرورة التوافق مع الاحتياجات المتعلقة بمواجهة الآفات والأمراض العابرة للحدود ومنها الجراد الصحراوي وأمراض الحمضيات وغيرها على مستوى الإقليم.
وبين وزير الزراعة اللبناني أهمية التعاون المشترك في مجال تبادل المنتجات الزراعية وتسهيل آليات تسويقها ومعالجة المشاكل التي تواجه شحن المنتجات الزراعية “الترانزيت” داعياً إلى عقد اجتماع زراعي خماسي في دمشق يضم سورية والعراق ولبنان ومصر والأردن.
إلى ذلك زار الوزير قطنا صباح أمس أحد أسواق الجملة للخضار والفواكه في بغداد والتقى عدداً من تجار السوق للاطلاع على المنتجات الزراعية المصدرة من سورية إلى العراق وخاصة الحمضيات والوقوف على الصعوبات التي تواجه تصديرها من أجل توفير الحلول المناسبة.
حضر اللقاءات مدير عام المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة أكساد الدكتور نصر الدين العبيد ومعاون الوزير الدكتور فايز المقداد والسفير السوري في العراق صطام جدعان الدندح.