الثورة:
هذا التراب دم بالدمع ممتزج تهب منه على الأجيال انسام ..لم يكن الشاعر الراحل بدر الدين حامد يعني المبالغة الشعرية أو الأدبية في هذا البيت من قصيدته الخالدة خلود الجلاء إنما هي حقيقة ستبقى ماثلة من جيل لآخر لا يستطيع أحد في العالم أن يطمسها ..
فتحت كل حجر وحبة تراب في كل زاوية وركن سوري ثمة نضال وحكايات بطولة بوجه المحتل الفرنسي.
بعضها معروف وبعضها الآخر مازال ثاويا في بطون الكتب وخبايا الذاكرة يجب أن نبحث عنه ونعلنه ليكون في كتاب الخلود الذي سطره أبناء الشعب السوري ومازالوا وصولا إلى الجلاء الأكبر وعن كل حبة تراب سوري.
ضد التقسيم ..
بدأ الاحتلال الفرنسي منذ أن احتل الساحل السوري يعمل بروح العدوان والتجزئة والتقسيم ومعروف ماذا كان يفعل وكيف يخطط والى ماذا يرمي من تمزيق وحدة سورية بعد أن مزق اتفاق سايكس بيكو الوطن العربي.
انكشاف هذه المؤامرات الدنيئة كان الشرارة التي أشعلت الثورات السورية والمقاومة..
ومن المفيد هنا أن نذكر البيان الذي أصدره اهل الساحل السوري من مصياف إلى آخر بقعة في الساحل قرى ومدنا وقد أعلنوا فيه العزم على مقاومة كل حالة تمزيق وتفرقة للوطن …ومما جاء في البيان :
نحن …في قضاء العمرانية وعموم جبال الكلبية جميعنا متطوعون لحماية الوطن ونحتج بكامل قوانا على الاتفاق الأخير الذي هو يتعلق بتجزئة بلادنا ووطننا العربي معدين أنفسنا مضطرين على محافظة استقلال البلاد بدون أقل مداخلة من الدول قطعيا.
وبحول الله بإمكاننا محافظة حياتنا بقوتنا وسلاحنا اذ إننا نؤمن حياتنا السعيدة بالاستقلال وربط عموم أقطار البلاد العربية ولو أرقنا آخر قطرة من دمائنا .
وعرضنا ذلك على عموم معتمدي الحلفاء ليبلغوا ذلك إلى الدول العظيمة حتى يكونوا خبيرين بالامر والسلام.
وقد وقع على البيان وجهاء الساحل ريفا ومدينة …وقد نشرته حينها الصحف السورية ومنها جريدة العاصمة بتاريخ ٣٢_ ١١_١٩١٩م وتوجد نسخ محفوظة منها _ الجريدة _ بمكتبة الأسد الوطنية.