الثورة:
بشغل الفكر الحداثي حيزا مهما في الدراسات التي تصدر سواء في النقد أو غيره وعلى ما يبدو أن ثمة من لايرى لحداثة إلا فيما يصدر عن الغرب الذي سوق فكرة أنه المركز وأن كل ما يقدمه هو الأساس الذي يجب على العالم أن يأخذ به .
وقد وقع معظم كتاب ومفكرو العالم المسمى ناميا أو ثالثا في هذا الفخ فإذا أرادوا الحديث عن أي فكر حديث أو حداثة كان الغرب مثالهم على ذلك
وليس في هذا ضير إذا ما تم العمل على الفكر الذي ننتجه أو أنتجناه وهو يحمل الكثير من معالم الحداثة في كل شيء
والحداثة لا تعني أنها فيما هو كائن الآن بل ربما نجدها في القديم أكثر مما نجدها الآن
نجدها عند أبي نواس والمتنبي وأبي تمام .
.نجدها عند أبي حيان التوحيدي وفكر ابن رشد وابن خلدون ..
ومن باب الدراسات التي تقدم من البحوث المهمة التي تتناول الحداثة من متظور عربب كتاب
(الحداثة في المنظور العربي المعاصر)، تأليف: د. عامر محي الدين محمد، ود. ماهر وجيه إبراهيم.يرى الباحثان
إن ما تشهده الحداثة بجميع إرهاصاتها ودلالاتها من أحداث متسارعة تحوّل العالم إلى فاعلية فكرية تنتج الحقائق والمقولات، بقدر ما تُخضع العقل للنقد الذاتي للكشف عن ممارساته المعوقة وأفكاره الضيقة، ويمارس الإنسان عقلانيته بصورة بنّاءة بعيدة عن أي مرجعية دوغمائية مطلقة.
وهذا هو الرهان الذي يقف وراء هذا الكتاب بأسئلته الراهنة:
ما هي الأفكار العقلانية التي ينبغي للعرب أن يجسدوها في عصر التحولات الحداثية الكبرى؟
ما هي القواعد المنهجية والمفاهيم الإصلاحية التي تساعد العرب على الخروج من مأزقهم الفكري، الذي تقودهم إليه مشروعاتهم المدمرة وأصولياتهم القاتلة؟!
كتاب (الحداثة في المنظور العربي المعاصر)، تأليف: د. عامر محي الدين محمد، ود. ماهر وجيه إبراهيم، يقع في 296 صفحة من القطع الكبير، صادر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2022.