الثورة – رنا بدري سلوم:
جميلةٌ هي المساحة التي نخلقها عنوة لنجد من خلالها متنفساً لنا، والأجمل حين نخلقها لأشياء نظنّ أنّها لا تلقى هذه المساحة سوى الانصهار، فكيف إذا كانت من الحديد، هذا العنصر الكيميائي! ولعلّ هذه الرسالة “الصوفيّة” للفنان وضاح سلامة التي تربط الأشياء الخام بعالمها الجليّ جعلته يفكّر بنحت منحوتاتٍ من الحديد والعظم لستة عشر عملاً فنيّاً عرضها تحت عنوان “حين يتنفّس الحديد” في غاليري البيت الأزرق أمس.
وفي تصريحه لصحيفة الثورة بيّن سلامة أن المعرض الفرديّ هو الأول له واعتبره نتاج تجربة ثلاثين عاماً.
وعن اختياره للعنوان الملفت “حين يتنفس الحديد” بين سلامة أن رسالته هي نقل هذه المادة الخام قاسية القوام والملامح إلى مجسمات حانية في عين المتلقي ولينة تخلق نفسها في ذاكرته “إذا استطعنا نحن النحّاتين تطويعها بما يخدم الحالة الفنيّة بشكل صحيح”.
وعن رسالته للجمهور في هذا المعرض فهي- والقول له: “رسالة موجّهة لي أولاً، مفادها: كم كنت قادراً على التعبير عن مكنوناتي وجوارحي”، أما رسالة الجمهور الذي يتابع أعمالي، فهي وكما اعتادوا عليّ أن أنشر الحبّ والجمال والسلام في أرواحهم- وإن ضاقت بنا السبل، وأنّ هناك متنفساً للفن والإبداع والحياة.