الثورة – رنا بدري سلوم:
السلم الأهلي أعمق من مصطلح تاريخي، نبحث عن معناه عبر المنصّات لفهم ماهية أثره وتاريخه عبر العصور، السلم الأهلي هو أن تعيش السلام والاستقرار داخل مجتمعك، ولعله اليوم يظهر كمشروع وطني على نافذة الضوء يبحث في القضايا العالقة التي تعيش في الظلمة بعد معارك شعواء كسرت الحجر والبشر، فكثرت الفئات المهمّشة، بدءاً من الموقوفين والمعتقلين والمخطوفين، مروراً بالمتهمين وصولاً إلى مرتكبي الجرائم والفارين من وجه العدالة، ملفّات يطرحها على منبر الإعلام عضو لجنة السلم الأهلي حسن صوفان في مؤتمره الإعلامي اليوم بدمشق، اللجنة التي تواكب كل ما يتداوله الشّارع وما يقلقه في أحاديثه الجانبية.
فكما قال في كلمته: “إن الضرورة تقتضي أن يكون السلم الأهلي جزءاً مهماً من عملها بعيداً عن الإعلام، مؤكداً أن الوضع الراهن له مساران متوازيان والأسبقية هي لمسار السلم الأهلي كونه يوفر الأرضية الصلبة لهذه الاجراءات الاستراتيجية”.
إذا السلم الأهلي حالة من السلام والاستقرار داخل المجتمع والأسرة، مصطلح يفرض نفسه كمشروع وعملية بناء للسلام والعدالة بين الناس والحفاظ على حقوقهم داخل المجتمعات بتنوعها وخصوصيتها، وبناء عليه يخرج مصطلح “السلم الأهلي” من بوتقة الحاجة أو الحالة ليصبح هدفنا جميعاً في بناء سوريا الجديدة بهمّة الأفراد والمؤسسات ليكون هناك إجراءات ملموسة لتحقيق هذا السلام، الذي لابد أن يتبعه مفاوضات وحلول سلمية بين الأطراف المتنازعة في الأفكار والمواقف والآراء.
ولا يمكننا أن نقول سلماً أهلياً إلا وتكون التنمية المستدامة في أوجها، فهي جزء لا يتجزأ منه، بتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أيضاً..
نأمل أن يوفق هذا المؤتمر برسالته النبيلة وتحقيق المصالحة المجتمعية التي أكد عليها صوفان، إضافة إلى المبادرات التي قامت بها اللجنة حقناً للدماء بعيداً عن عين الإعلام، وأخيرا “السلم الأهلي” ليس مجرد كلمة، بل مبدأ ومفهوم يشمل أطياف المجتمع السوري للوصول إلى بلد آمن لا يمسه سوء ولا يخشى من التغيير ويعتبر الحريّة مسؤوليته الأولى نحو البناء والسلام.