“جماليات الخطاب الموازي في الرواية النسوية في الإمارات”.. إضافة قيمة للمشهد الأدبي  

الثورة – رانيا حكمت صقر:  

الناقد الأكاديمي السوري الدكتور مرشد أحمد شخصية مميزة في المجال الأكاديمي والنقدي الأدبي في سوريا، لديه باع طويل في دراسة وتحليل الرواية والأدب المعاصر، ومساهماته البارزة في مجال النقد الأدبي وتأليف الكتب تعكس تفرده وعمق تحليله في استكشاف العديد من الجوانب الأدبية والثقافية.

في كتابه الجديد “جماليات الخطاب الموازي في الرواية النسوية في الإمارات” يستكشف ويحلل جوانب مهمّة في الخطاب النقدي للرواية النسويّة في الإمارات، ويسلط الضوء على التطورات والابتكارات في هذا المجال.. كما يمثل إضافة قيمة للمشهد الأدبي، وتحليله المتقن والشامل يسلط الضوء على جوانب مهمة وحيوية في الأدب والرواية النسوية.

يواصل الدكتور أحمد تطوير مشروعه النقدي بتقديم مقاربة عن الرواية النسوية في الإمارات، حطّم بها مفهوم الرواية النسوية التقليدي في الوطن العربي المتمثل بملامح محددة، هي: التمرد على سيادة السلطة الأسريّة والعائلية ورفض عادات وأعراف المجتمع الناظمة للسلوكيات الفردية والعامة والنزوع، إلى التمرد على نظام السلطة الحاكمة والانغماس في نسق من ملذات الحياة في طليعتها ممارسة الحرية الفردية بهدف إشباع الحاجات الذاتية وبلورة الذات الفردية المناهضة للذات الجماعية، لاتسام المنجز الروائي النسوي الذي قدمته الروائيات في دولة الإمارات بخصائص كتابية نوعية متفردة ولارتباطه الأخلاقي بالفكر الإماراتي الذي استطاع أن يطرح نفسه بجدارة في المشهد الثقافي العربي بصفته ذهناً متنوراً قابلاً للتطور.

هذه الوضعيّة جعلته شديد الحساسية بالتغيّرات الكليّة التي طرأت على المجتمع وحفّزته على مساءلة الواقع وتفسير الراهن الناهض على التحوّلات واستيعابها وتحويلها إلى ملامح مدنية والوصول إليها، فتمكّن من الانتقال من البداوة إلى المدنية المعاصرة، وبنى الهوية المدنيّة الحضارية منطلقاً من الواقع المحلي، وبهذا النزوع ضرب جذوره في تراب المحلية، وأراد أن يكون معاصراً وصادقاً في علاقته الرحمية مع الواقع، هذا التوجه الخلّاق وجد صداه الجمالي في الرواية التي تطورت بموازاة تطور المجتمع وتوهج الذهنية السائدة فيه.

وذكر أن الرواية النسوية الإماراتية وجدت في الواقع المحلي مجالاً خصباً حافلاً بقضايا إنسانية، تستحق أن تكون مادة جوهرية لمحكيتها، بفعل تمكّن الروائيات الإماراتيات من التعبير عن أبعاد الواقع بأريحية، تسهل تحقيق مصداقية القول الأدبي، بتقديم روايات أخذت على عاتقها تمثيل المجتمع الإماراتي مبديةً وفاءً عالياً لخصائصه وجمالياته.

وبيّن أن هذا الارتباط الحميمي متميز ومتفرد، لأنه نتاج طبيعة العلاقة الرحمية بين الروائية والمجتمع الذي تنتمي إليه روحياً وإبداعياً، فعمل على تظهير مستويات علاقات الرواية النسوية الإماراتية بالعالم لكشف أسرارها الفنية، وبفعل إدراك مظاهر تكوّن بنياتها الشكلية وكيفيات سردها ومعرفة مقاصد إبداعها وبرامجها السردية الغنية بآليات سردية، أثبت أنها روايات وفية لمكونات هويتها المحلية ومشدودة إلى مرجعها وشديدة الجاذبية وذات صخب جمالي وحافلة بملامح الخصوصية الإبداعية المعبّرة عن المجتمع الإماراتي وفق مواقف أخلاقيّة ووطنيّة وحضاريّة ونزوع سردي مميّز اهتمّ بالتعتيب النّصي، ولذلك قرر استدراجها لمقاربة نقديّة وفق منحى اشتغالي محدد، تمثّل في تظهير جماليّات النص الموازي القادر على حمل أبعاد الحكاية وتسهيل نقلها للمتلقي، مبيناً أن هذا الاشتغال براعة تخيليّة بامتياز.

وبيّن أن النص الموازي هو أحد تسميات العتبات النصية، وخطاب العتبات النصيّة جزء من نظام معرفي قائم بذاته، له مكوناته وخصائصه التمييزية وأبعاده الجمالية، ومكوناته حين تدخل إلى رحاب النص الروائي، يتمّ دمجها داخل عملية التكوين النصي، فتتحول إلى علامات تخييلية منتجة، تكسبه قيمة إبداعية مستقاة من أنساق ثقافية عدة وأجناس حكائية وغير حكائية، وهي توازيه ترافقه خلال عرض الحكاية وفق مبدأين: إنجاز الوظائف التي أُسندت إليها حين تمت عملية صياغة بنية النص الموازي، والتعضيد النصي المتمثّل في جعل النصين: الروائي والموازي متلاحمين من دون وجود أي ملمح، يشير إلى وجود فجوة بينهما، ولذلك تسهّل عملية نقل مقاصد النص الروائي، وتعمّق أدبيته.

عدد صفحات الكتاب 366 صفحة من الحجم الكبير.. صدر عن دار القرويين للنشر والتوزيع في المغرب، وسبق لهذه الدار أنها أعادت طباعة كتابين له: جماليّات التعتيب النّصي في شعر الحداثة، وتنويعات سرديّة في الرواية العربية الحديثة اللذان طبعا في سوريا.

يذكر أن الدكتور مرشد أحمد ناقد أكاديمي سوري، أستاذ الرواية في كلية الآداب بجامعة حلب، عضو اتحاد الكتاب العربي “جمعية النقد الأدبي”، شارك في عدة مؤتمرات عربية ودولية، حكّم خمس جوائز عربية في الرواية، فازكتابه “بنية التسريد” في رواية طوق الياسمين لواسيني الأعرج بجائزة الدكتور عبد القادر فيدوح النقديّة التي نظّمتها أكاديميّة الوهراني الجزائريّة عام 2024، صدر له عشرون كتاباً في النقد الروائي والدراسات الأدبيّة المعاصرة.

آخر الأخبار
تأخير بترحيل النفايات ببعض مناطق دمشق.. " النظافة ": استقدام آليات ومعدات جديدة وزير الأوقاف: نجاح حج 1446 محطة مفصلية لسوريا " النقد الدولي" أول انخراط مباشر .. وخريطة طريق لإصلاح اقتصادي شامل جديد مؤتمر آبل Apple للمطورين العالميين (WWDC 25) كوريلا: سقوط الأسد غيّر معادلات الشرق الأوسط وأضعف إيران السكري والوراثة.. الجينات ترسم البداية لكن القرار بيدك كوري ميلز: أمر تنفيذي مرتقب من ترامب لإلغاء العقوبات المفروضة على سوريا مبعوث ترامب: واشنطن تخشى اغتيال "الشرع" وتدعو لتأمينه وتوسيع الدعم لحكومته " الثورة " تفتح ملف تفاصيل وخفايا الجدال حول  استثمارات "تعبئة المياه'' الليكو لـ"الثورة": شروط صارم... رفع جودة الخدمات في اللاذقية قبل الموسم السياحي الشيباني يلتقي نظيره الفرنسي في نيس الفرنسية يربط الموانئ البرية والبحرية.. البراد: رفع الطاقة الاستيعابية لـ"معبر نصيب" الصناعيون يطرحون حلولاً إسعافية.. معامل السيراميك بين أزمة الطاقة والتهريب تكاليف الزواج تغتال فرح العرسان  هل يبنى الزواج على الحب..أم على الملاءة المالية ..؟! دراسات لمشاريع تنموية في درعا ضربات جوية تستهدف مناطق بريف إدلب تخلّف قتلى وجرحى كتّاب اللاذقية يطالبون بمشاركة أوسع وتحسين واقعهم المادي السورية للاتصالات: انقطاع الانترنت سببه عطل فني مؤقت تأمين مستلزمات العملية الامتحانية بالتعاون مع "اليونيسيف" الشرطة السياحية.. تعزيز للثقة بين السياح والمجتمع المحلي