الثورة – رولا عيسى:
ثمة مزايا اقتصادية تترافق مع الأعياد يعول عليها غالباً التجار والصناعيون والحرفيون، حتى أصحاب المشاريع الصغيرة يجدون فرصة جيدة للبيع وحيازة قسط من رأس مال يؤسس لتوسيع الانتاج.
فعيد الأضحى المبارك- غير أنه مناسبة دينية واجتماعية، هو في الوقت ذاته يأخذ أبعاداً اقتصادية مؤثرة في العديد من الدول.
فما بالكم إذا ترافق العيد مع نشاطات غير عادية أعطت ارتياحاً للمواطنين كان أهمها عدة لقاءات للسيد الرئيس أحمد الشرع مع المواطنين، وفي أكثر من مكان منها حديقة تشرين، حيث تعتبر من الحدائق الحاضنة لمختلف أنواع الأنشطة الاقتصادية في العيد وفي مقدمتها السياحة، وكان لوقع الزيارة صدىً في مختلف الأوساط، ومؤشر إيجابي على إيقاع عودة الحياة الطبيعية إلى دمشق العاصمة.
إذاً للعيد مزاياه وقصصه في تحريك الحياة والانتاج، وإن كانت هذه التأثيرات تترجم في تنشيط حركة الأسواق، وتأثيرها على أنماط الإنفاق، وارتفاع أسعار بعض السلع، مما يجعله مناسبة اقتصادية مهمة لا تقل أهمية عن كونه مناسبة دينية.
تتحدث الخبيرة التنموية ميرنا السفكوني لـ”الثورة” عن إنفاق استهلاكي متزايد وتنشيط للتجارة مع حلول عيد الأضحى لهذا العام، خاصة وأنه جاء في أجواء مريحة ويشهد عادة نشاطاً ملحوظاً في الإنفاق الاستهلاكي للأسر والأفراد.
وتقول: يتركز هذا الإنفاق على شراء الأضاحي، التي تمثل المحور الأساسي للإنفاق في هذا العيد، إضافة إلى الملابس الجديدة، والحلويات، والمواد الغذائية الخاصة بالعيد، وارتياد المطاعم والمقاهي.
وهذا الارتفاع في الطلب يساهم بشكل مباشر في تنشيط قطاعات البيع المفرق، من محلات الألبسة والأحذية إلى المتاجر الكبرى لبيع المواد الغذائية، مما يدعم حركة التجارة الداخلية ويحفز الاقتصاد المحلي.
لكن الخبيرة تؤكد أن أكثر ما يزدهر هو سوق اللحوم حيث يعد المستفيد الأكبر والأكثر وضوحاً من عيد الأضحى، فيرتفع الطلب بشكل هائل على الأضاحي بأنواعها، خلال هذه الفترة، مما يمثل مصدر دخل جيداً لمربي الماشية والفلاحين، وخاصة في المناطق الريفية.
وتعتبر الخبيرة التنموية أن اقتصاد عيد الأضحى يشمل عدة قطاعات اقتصادية، بالإضافة إلى سوق الماشية، حيث تتأثر قطاعات اقتصادية أخرى بشكل إيجابي، فيشهد قطاع النسيج وصناعة الأحذية ارتياحاً وزيادة في المبيعات، كما تنتعش صناعة الحلويات ومحالها، وتزداد مبيعاتها على نحو لافت.
لكن الأهم ما تشهده، والكلام لسفكوني، بعض المناطق حركة في السياحة الداخلية والخارجية خلال عطلة العيد، كذلك قطاع النقل وصالونات التجميل التي تشهد زيادة في الطلب.
لكن لاشك أن هنالك تحديات اقتصادية رغم الجوانب الإيجابية، وفقاً لما تقوله سفكوني، هنا قد تواجه بعض الدول مثل سوريا تحديات اقتصادية خلال العيد، إذا كانت القدرة الشرائية للمواطنين ضعيفة أو إذا كانت الأسعار مرتفعة بشكل مبالغ فيه، فقد يؤدي ذلك إلى ركود في الأسواق.
كما أن تراجع الإنتاج المحلي من اللحوم أو الأضاحي، نتيجة لعوامل بيئية مثل الجفاف، يمكن أن يدفع الأسعار للارتفاع أو يتطلب الاستيراد، مما يؤثر سلباً على الموازين التجارية ويزيد الأعباء على المستهلك، وفقاً للخبيرة التنموية.
وتختم السفكوني حديثها، إن العيد يمثل محركاً اقتصادياً سنوياً مهماً في العديد من البلدان، يساهم في تنشيط حركة الأسواق وزيادة حجم الإنفاق والاستهلاك، مما يدعم الناتج المحلي الإجمالي في تلك الفترة.
لكن التأثير الكلي غالباً ينعكس على الظروف الاقتصادية العامة لكل بلد، وقدرة الأفراد على الإنفاق، ومدى توفر السلع والخدمات بأسعار مناسبة.