الثورة- حسين صقر:
لايخفى على أحد تأثير وسائل الإعلام المسموعة والمرئية على الفرد سواء كان طفلاً أم كهلاً، لكن هذا التأثير يختلف حسب عمر الإنسان، لأن الأخير المدرك والواعي يحدد اختياره وطريقة تعرضه لما يبثه التلفزيون أو المذياع، بينما الطفل لايدرك الأمر وسرعان مايكون ذلك التأثير سلبياً، حيث يترك آثاراً يصعب إزالتها رغم مرور الزمن.
وبخصوص الأطفال مثلاً، غالباً ما يلجأ الأهل لإلهاء هؤلاء عن طريق التلفزيون أو الرائي وعن طريق المذياع للتخلص من إزعاجهم، ولكن دون أن يعلم هؤلاء أنهم يضرون طفلهم عن غير قصد.
الاختصاصية بعلم النفس المدرسي السيدة منى عماشة قالت: إن تأثيرالتلفزيون وخاصة قنوات الأطفال على عقل الطفل كبيرة وأكثر مما نتخيلها، حيث يلجأ الكثير من الآباء والأمّهات للتلفزيون وخاصة القنوات الغنائية للتخلص من إزعاج أو بكاء الطفل فينجذب إليها الطفل، متسائلة هل يستحق الأمر أن نضحك على عقول الأطفال من أجل راحتنا، و هل يعرف الأهل ماذا يحدث لأطفالهم أثناء مشاهدة وسماع القنوات الغنائية؟
الاختصاصية عماشة تابعت بالقول: يبدأ الطفل بالاستمتاع بالإيقاع كونه لا يفهم الكلمات، ثم يحاول التركيز على التصوير والذي غالباً ما يكون عبارة عن صور مختلفة تعرض الواحدة تلو الأخرى بسرعة خاطفة، حيث لا يمكن لدماغ الطفل اللحاق بها أو تخزينها وهكذا، وأولاً بأول نجد الطفل وقد التصق بشاشة التلفاز محاولاً تتبع حركات الأطفال ورقصاتهم في ذلك التصوير.
وأضافت بعد مضي أشهر من هذه الحالة يلاحظ على الطفل التركيز المباشر على الشاشة وعدم النطق، وقد يرافق هذه الأعراض تشتت في الانتباه لما هو خارج شاشة التلفاز وإطلاق صرخات بين الفينة والأخرى وفرط في الحركة وعدم الإندماج مع محيطه.
وأوضحت أنه في السنوات الأخيرة سوف نلاحظ تزايد ظاهرة ” تأخر نطق الأطفال” إلى سن متأخرة، وظهور أعراض طيف التوحد وتشتت الانتباه.
وأشارت عماشة لقد أجمع أطباء التخاطب بأن هذه الأعراض هي ملازمة للطفل الذي يتعرض وبشكل مطول إلى شاشة التلفاز وبخاصة الأطفال ممن هم أقل من عمر سنتين.
ونوهت بالتأكيد لا أحد يريد أن يرى طفله الذي لم يتعد عمره الثلاث سنوات في هذه الحالة، ولهذا فالحل هو في تمضية الوقت مع الطفل في أعوامه الأولى الحرجة وعدم وضعه أمام التلفاز مفضلين صمته على صحته ليتمتع بصحة عقلية وجسدية.
ونصحت بأنه يستطيع الأهل حذف أو إخفاء هذه القنوات لفترة معينة، مع أن الطفل سوف يتعرض للبكاء والصراخ، لكنه سريعاً ما يتأقلم، مشيرة أنه يمكن استبدال ذلك براوية القصص والقراءة على مسامعهم، وبعد أن يبدأ الطفل بمسك القلم إعطائه دفتر و أقلام الرسم والتلوين والأجهزة التعليمية الأخرى التي تنمي عقله وفكره وتوسع مداركه وخياله.
وقالت عماشة بالإضافة لذلك يمكننا مكافأة الطفل على كل إنجاز جميل يتقنه، لأن ذلك يساعده في التحفيز لاستمراره بهذه الأنشطة.
وقالت الاختصاصية بعلم النفس المدرسي: بعد فترة سيبدأ الطفل بملاحظة محيط أسرته، ويبدأ بالاستمتاع بالرسم والتلوين والقراءة واللعب، وكل ما سبق ينطبق على الهاتف النقال والآيباد وغير ذلك من الأجهزة التقنية الأخرى.
وعللت بأنه يولد الطفل وهناك في المنزل تلفاز واحد أو ربما أكثر، أو جهاز الحاسب “الكومبيوتر” أو جهاز ” الدي في دي” وغيرها من الأجهزة التي أصبح وجودها أمرا روتينيا و معتادا في كل المنازل، وربما تكون مفيدة جداً إذا قمنا بحسن استخدامها، وذلك من قبل الأهل أو من قبل الطفل، حيث ينصح بعدم تعريض الأطفال من هم أقل من سن السنتين للتلفاز ، و يعود السبب في ذلك أن هذه الفترة هي من أهم الفترات في نمو دماغ طفلك، حيث يبدأ فيها الطفل بالتمييز بين كل الأشياء، وأيضاً يبدأ لديه الحس الإدراكي و كذلك التمييز الجسدي و العاطفي و الاجتماعي، وعند مشاهدة التلفاز سينشغل عن الاكتشاف و التمييز بين الكثير من الأشياء و الأشخاص و والأمور التي تدور من حوله ولا تساعده في الدخول في الكثير من العلاقات الاجتماعية و الشعور بالعواطف وحينها بدلاً من أن يتم إشغال الطفل بعلاقات اجتماعية مع الأفراد الآخرين من الكبار و والصغار يتم الانشغال بذلك، بالطبع يكون لذلك تأثير بالسلب على الطفل و على تطور علاقاته الاجتماعية.
وختمت أنه من باب الحرص على شغل وملء وقت أطفالكم بأشياء مفيدة، لابد من البحث الدائم عما ينمي عقولهم ويقوي شخصيتهم ويعزز ثقتهم بأنفسهم.