الثورة- هلا ماشه:
أعلنت شركتا الطيران الهنديتان “إير إنديا” و”أكاسا”، الثلاثاء 25 تشرين الثاني/نوفمبر، عن إلغاء 11 رحلة جوية خلال يومي الاثنين والثلاثاء، وكذلك تعديل خط سير عدد من الرحلات.
جاء ذلك عقب ثوران بركان هايلي كوبي الواقع في شمال شرق إثيوبيا، الأحد 23 تشرين الثاني/نوفمبر، في أول نشاط بركاني له منذ نحو 12 ألف عام، ما أثّر بشكل ملحوظ على حركة الطيران فوق الهند وأجزاء من جنوب آسيا.
وتسبب هذا الثوران في إطلاق سحابة ضخمة من الرماد البركاني، ما اضطر شركات الطيران الهندية إلى إلغاء بعض الرحلات وتحويل مسارات أخرى كجزء من إجراءات السلامة، استجابةً لتعليمات هيئة الطيران المدني الهندية التي اتخذت تدابير وقائية لإجراء فحوصات تقنية للطيارين والطائرات التي عبرت المناطق المتأثرة برماد البركان.
معظم هذه التعديلات طالت مطار دلهي الذي يعد مركزاً رئيسياً للرحلات الجوية في الهند.
كما ذكرت وكالة “برس تراست أوف إنديا” أن ما لا يقل عن سبع رحلات دولية أُلغيت، بينما أُجلت نحو عشر رحلات خلال الفترة نفسها.
وتعمل هيئة المطارات الهندية على إبلاغ جميع الطائرات المتأثرة، إذ أُعيد توجيه بعضها بشكل احترازي بعيدًا عن مناطق وجود الغبار البركاني.
كما أعلنت إدارة الأرصاد الهندية أن سحابة الرماد البركاني وصلت إلى ارتفاع حوالي 10 كيلومترات في الغلاف الجوي، واتجهت عبر الرياح نحو الغرب باتجاه الصين، فيما من المتوقع خروج هذه السحابة من المجال الجوي الهندي مساء اليوم.
بركان هايلي كوبي أو “أرتال” يقع في إقليم عفر قرب الحدود مع إريتريا، على بعد حوالي 800 كيلومتر شمال شرق العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وينتمي البركان إلى منطقة وادي الصدع التي تشهد نشاطاً جيولوجياً وبركانياً كبيراً، وتأتي هذه الاندفاعات النارية الأولى منذ الحقبة الهولوسينية التي تلت آخر عصر جليدي منذ أكثر من 10 آلاف سنة.
ويُعد هذا الثوران من أبرز الأحداث البركانية الحديثة في القرن الإفريقي، إذ تسبب في إطلاق كميات كبيرة من الرماد وغاز ثاني أكسيد الكبريت في طبقات الجو العليا.
هذا الرماد البركاني انتقل عبر الرياح ليغطي أجزاءً من اليمن وعمان، ثم باكستان وشمال الهند، ما دفع السلطات إلى تفعيل تدابير السلامة الجوية للحفاظ على أمن الرحلات.
وتتواصل متابعة التطورات البركانية وتحركات سحابة الرماد لضمان استقرار حركة الطيران في المنطقة، وسط مراقبة دقيقة من أنظمة الطيران المدني والأرصاد الجوية في الهند والدول المجاورة.