مطار دمشق.. 90 ألف فرصة عمل تزرع الأمل في المجتمع السوري

الثورة – ميسون حداد:

يشكّل مشروع تطوير مطار دمشق الدولي واحداً من أهم الاستثمارات التي تحمل وعوداً بتغيير اقتصادي وانعكاس اجتماعي كبير على المجتمع السوري.

حيث وقعت يوم أمس الاثنين الهيئة العامة للطيران المدني والنقل الجوي السوري العقود النهائية الخاصة بالاستثمار لتطوير وتوسيع وتشغيل مطار دمشق الدولي مع تحالف دولي بقيادة شركة أورباكون القابضة، بقيمة اجمالية بلغت 4 مليار دولار.

ومن المتوقع أن يوفر المشروع أكثر من 90 ألف فرصة عمل، تحمل إمكانات حقيقية لحدوث تحوّل اقتصادي واجتماعي، وهذا العدد من الوظائف يمكن أن يخفّف من ضغط البطالة، ويعزّز استقرار آلاف الأسر، ويحرّك شرائح كاملة من المجتمع باتجاه حياة أكثر استقراراً وقدرة على تلبية احتياجاتها.

تغيير اقتصادي واجتماعي

يمثل مشروع تطوير المطار نقلة نوعية للبنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية في سوريا، حسب الدكتور زياد أيوب عربش الأكاديمي والمستشار الاقتصادي في حديثه لـ “الثورة”، وسيسهم المشروع بتوفير فرص عمل واسعة ومستدامة، ما يقلل من البطالة ويعزز الدخل الأسري، ويتابع عربش: “سيحسن المشروع فرص النقل والتواصل الدولي، ما يفتح آفاقاً لزيادة التبادل الثقافي والتجاري، ويعزز الثقة الداخلية والخارجية بمستقبل البلد”.

ومن الناحية الاجتماعية، هذا النوع من المشاريع يخلق شعوراً بالأمل بارتفاع جودة الحياة وتقوية النسيج الاجتماعي، حيث يتراجع خطر الجريمة والهجرة غير المنظمة التي ترتفع في ظل البطالة وفقدان الدخل على حد قول عربش.

البطالة في سوريا

تتباين تقديرات نسبة البطالة في سوريا بشكل واضح، ما يعكس صعوبة قياس واقع سوق العمل، وفق بيانات Trading Economics وThe Global Economy المعتمدة على منظمة العمل الدولية، حيث بلغ معدل البطالة نحو 13 بالمئة في عام 2024، مع ارتفاع لافت في بطالة الشباب التي وصلت إلى 31 بالمئة تقريباً.

في المقابل، صرّح وزير الاقتصاد نضال الشعار خلال لقاء خاص نظّمه مجلس الأعمال السوري التركي في إسطنبول قبل ثلاثة أشهر بأن البطالة في سوريا تفوق 60 بالمئة في 2025، مع انتشار واسع لـ “البطالة المقنّعة” التي قد تصل إلى 85 بالمئة نتيجة الاعتماد على أعمال غير مستقرة أو منخفضة الدخل.

يعود التباين في أرقام البطالة إلى عدة أسباب أهمها تنامي القطاع غير المنظم ووصوله لمستويات غير مسبوقة، بحسب عربش، إضافة لاختلاف أساليب المسح والتعريفات المستخدمة، وتحديات الوصول لمناطق منعزلة أو متضررة.

وأكد أن المشروع يعتبر بداية مؤثرة قد تمتد على القطاعات الأخرى التي ترتبط بالمطار، مثل التجارة والسياحة والخدمات، ما يسهم في خلق مزيد من الفرص بشكل غير مباشر، ويضيف: “فرص العمل التي يوفرها المشروع لن تكون كافية وحدها لحل مشكلة البطالة التي يعاني منها سوق العمل”.

الحد من الفقر

يوضح تقرير UNDP “برنامج الأمم المتحدة الإنمائي” الصادر في شباط 2025 أن نحو 90 بالمئة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر.

وتأتي هذه الأرقام متوافقة مع ما ورد في تقرير النتائج السنوي للأمم المتحدة لعام 2024 “المنشور في آذار 2025″، والذي يؤكد أن تسعة من كل عشرة سوريين يعانون من أوضاع معيشية تصنَّف ضمن مستويات الفقر.

توفر فرصة توظيف أعداد كبيرة من العمال مباشرة أو عبر المهن وقدرات الدعم المحيطة بالمطار دخلاً يساهم في تخفيف المعاناة المعيشية وتحسين مستواها وفق عربش.

كما سيكون للاستقرار الوظيفي الناتج عن المشروع تأثيراً عميقاً جداً على المجتمع المحلي السوري، ويوضح أن المشروع يمنح الأفراد وأسرهم شعوراً بالأمان الاقتصادي والذهني، ما يقلل من الضغوط الاجتماعية والنفسية المرتبطة بعدم الاستقرار في الدخل.

ويساهم الاستقرار الوظيفي في تعزيز القدرة الشرائية للأسر، ما يدعم نمو الأسواق المحلية ويحفز الاستهلاك، ما يؤدي إلى تنشيط حركة الاقتصاد على المستويين المحلي والإقليمي.

ومن جهة أخرى، تخلق مشاريع البنية التحتية الكبرى حراكاً اقتصادياً قوياً، يقول عربش، لكن تأثيرها على الحياة اليومية يعتمد على توسع توفير فرص العمل للمواطنين، ومدى مشاركة القطاع الخاص والدعم الحكومي المستدام، ومدى وصول فوائد المشروع إلى كل طبقات المجتمع.

الطبقة المتوسطة

انخفضت نسبة الطبقة الوسطى بعد سنوات الحرب والهجرة في سوريا ما يوضح ضعف هذه الفئة وتأثرها العميق بالأزمة الاقتصادية والاجتماعية.

وضمن هذا الإطار يشير عربش إلى امتلاك هذه المشاريع القدرة على بناء الطبقة المتوسطة من جديد عبر توفير وظائف مستدامة ذات أجور معقولة، وتطوير مهارات محترفة تنقل العمال من وظائف مؤقتة إلى دائمة ومركزية في الاقتصاد، ويوضح: “تتشكل الطبقة المتوسطة عبر استقرار الدخل وتحسين نوعية الحياة التي تزيد الاستهلاك وتوفر فرصاً تعليمية وصحية”، وهذه شروط مهمة لإعادة البناء الاقتصادي والاجتماعي في سوريا.

وختاماً يمثل مشروع تطوير مطار دمشق فرصة لإعادة بناء الطبقة المتوسطة وتحقيق استقرار اقتصادي واجتماعي، فهل سينجح المشروع في تحويل هذه الفرص إلى تأثير ملموس على حياة السوريين؟

آخر الأخبار
رفع الوعي والتمكين الاقتصادي.. لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي  انطلاق مؤتمر ريادة الأعمال العالمي في درعا.. وتأكيد على دور الشباب في التنمية وفد وزارة الإعلام السورية يشارك في انطلاق أعمال اللجنة الدائمة للإعلام العربي بالقاهرة مطار دمشق.. 90 ألف فرصة عمل تزرع الأمل في المجتمع السوري قوات الاحتلال الإسرائيلي تمنع أهالي الحميدية من صيانة خط ضخ المياه الرئيسي "موصياد" التركية تختتم برنامج الاستثمار والتعاون لتعزيز الشراكة الاقتصادية مع سوريا الدورة الأولى لمهرجان ضاحية الشام.. حضور جيد وملاحظات على الأسعار والعروض الرئيس أحمد الشرع يستقبل وفداً من "الكونغرس" الأميركي في دمشق الطاقة البديلة تتقدم في سوريا.. ارتفاع أسعار الكهرباء يسرّع التحول قطاع الأقمشة يواجه تحديات جمركية ويطالب بحماية المنتج المحلي بطاقة 1.2 مليون طن.. معمل فوسفات حمص يستأنف الإنتاج بعد توقف 10 سنوات ارتفاع إصابات التهاب الكبد A بعدة محافظات.. والصحة تؤكد: الوضع تحت السيطرة توسعة معبر "نصيب- جابر".. اختبار حقيقي لتعافي التجارة السورية- الأردنية رغم تراجع الكلف.. مطاعم دمشق تحافظ على أسعارها المرتفعة وتكتفي بعروض "شكلية" رماد بركان إثيوبيا يعرقل حركة الطيران ويؤدي إلى إلغاء رحلات جوية الليرة تحت وطأة التثبيت الرسمي وضغوط السوق الموازية تحرك سريع يعالج تلوث المياه في كفرسوسة ويعيد الأمان المائي للسكان "اتفاقية تاريخية" لتطوير مطار دمشق.. رسائل الاستثمار والتحول الاقتصادي أردوغان يطرح التعاون مع كوريا الجنوبية لإعادة إعمار سوريا السيدة الأولى تمثل سوريا في قمة "وايز" 2025..  خطوة نحو تعزيز التعاون الدولي وتنمية التعليم