الثورة – سمر حمامة:
شهدت الدورة الأولى من مهرجان ضاحية الشام للتسوق حضوراً لافتاً منذ اليوم الأول، حيث جمع المهرجان عدداً من الشركات المحلية والزوار في فعالية تهدف إلى تنشيط الحركة التجارية وتقديم خيارات جديدة للمستهلكين.
وعلى الرغم من المؤشرات الإيجابية، ظهرت مجموعة من الملاحظات التي قدمها المشاركون والزوار، ما يفتح الباب أمام نقاش حول تطوير التجربة في الدورات المقبلة.
مشاركة نشطة وتقييمات إيجابية مشروطة
اعتبر عدد من أصحاب الشركات المشاركة أن المهرجان خطوة مهمة لدعم الأسواق المحلية والتعريف بالمنتجات الوطنية، وفي هذا السياق قال عصام العجي، أحد المشاركين: إن التجربة كانت إيجابية على المستوى التسويقي وحجم التفاعل.
وأشار إلى أن الفائدة تشمل الشركات والتجار على حدٍ سواء من خلال الوصول إلى فئات جديدة من المستهلكين، معتبراً أن حصر المشاركة بالشركات ذات السجلات التجارية الفاعلة سيعزز مهنية الفعالية، كما شدد في الوقت نفسه على أهمية خفض تكلفة الأجنحة بما ينعكس على الأسعار ويحفّز المنافسة.
من جانبه، وصف التاجر عامر السالم إطلاق المهرجان بأنه “خطوة جريئة ومبشرة”، موضحاً أن الهدف الأساسي من الدورة الأولى كان تعزيز الوعي بالمنتجات أكثر من تحقيق الأرباح.
وأشار السالم إلى أن المساحة المحدودة التي لا تتسع لأكثر من خمسين جناحاً تشكل تحدياً ينبغي معالجته من خلال التوسّع في المساحة أو اختيار موقع أكبر لاستيعاب المزيد من الشركات.
في المقابل، أبدى مشاركون آخرون، بينهم عماد مطعم، رضاهم عن مستوى التنظيم، مع التأكيد على ضرورة تنويع القطاعات المشاركة وزيادة عدد الشركات من أجل جذب جمهور أوسع.
ولفت إلى أن الإقبال كان واضحاً على الأجنحة التي قدمت منتجات غير متوافرة بكثرة في الأسواق المحلية، ما يشير إلى ميول المستهلك نحو الخيارات الجديدة.
أجواء جيدة وأسعار غير مرضية
على مستوى الزوار، بدت الأجواء العامة للمهرجان موضع تقدير، غير أن غالبية الآراء ركزت على الأسعار والعروض، حيث قالت نهى الصالح: إنها كانت تتوقع عروضاً أكثر تنافسية، مضيفة أن الأسعار في قطاع الألبسة تحديداً لا تختلف كثيراً عن أسعار الأسواق التقليدية.
وأعرب يوسف قاسم عن تقديره للفعالية كتجربة تجمع بين التسوق والترفيه، لكنه أشار إلى أن أسعار بعض المنتجات كانت أعلى من المتوقع، داعياً إلى زيادة عدد الشركات المعروضة وتنويع المنتجات، وخاصة تلك غير المتوافرة في الأسواق.
كما أكدت ريم علي أن الأسعار لم تكن مغرية مقارنة بما هو مطروح في المحال، فيما قال محمود عبد الله: إن العروض في معظم الأجنحة لم تكن جذابة، موضحاً أنه كان يتوقع حسومات أكبر ولا سيما في قطاع الإلكترونيات.
وفي السياق ذاته، أفادت رهف خليل بأن التنظيم كان جيداً، لكنها لاحظت أن بعض الأجنحة قدمت أسعاراً مرتفعة، معتبرة أن وجود عروض أكثر إغراء ستعزز الإقبال، أما خالد العلي فركز على الجانب الترفيهي، مشيراً إلى أن المهرجان يحتاج إلى فعاليات تفاعلية ومساحات مخصصة للأطفال والعائلات.
حاجة واضحة إلى التوسّع وتطوير العروض
تُجمع الآراء الواردة من المشاركين والزوار على أن الدورة الأولى من مهرجان ضاحية الشام تمثل تجربة واعدة، لكنها تحتاج إلى معالجة عدد من النقاط الأساسية، أبرزها توسيع المساحة وزيادة عدد الأجنحة لاستيعاب شركات أكثر، وتحسين مستوى العروض والأسعار بما ينسجم مع توقعات الزوار وظروف السوق.
كذلك دعا الزوار إلى تنويع القطاعات المشاركة لتوفير منتجات جديدة وغير متوافرة في الأسواق، وتعزيز الجانب الترفيهي لتشجيع حضور العائلات وتحويل الفعالية إلى وجهة تسوق وترفيه.
ويبقى مهرجان ضاحية الشام للتسوق في نسخته الأولى خطوة باتجاه تنشيط الحركة الاقتصادية المحلية، مع وجود إمكانية للنمو في حال تطوير البنية التنظيمية وتوسيع نطاق المشاركة وتقديم عروض أكثر تنافسية، ومع تبني هذه التعديلات، يمكن للمهرجان أن يتحول إلى فعالية سنوية تسهم في دعم المنتج المحلي وتعزيز التفاعل بين الشركات والمستهلكين.