الثورة – منال السماك:
أقامت جمعية تنظيم الأسرة السورية في جرمانا اليوم جلسة تفاعلية للتوعية بأهمية نبذ العنف بكل أشكاله، والتوعية بآثاره الجسدية والنفسية، والاستراتيجيات الفعالة في القضاء عليه، وتأتي الجلسة ضمن نشاطات حملة مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، وهي حملة دولية لمواجهة العنف ضد النساء والفتيات.

المتطوعة في جمعية تنظيم الأسرة السورية والناشطة في العمل المجتمعي والمدني والعضو في لجنة الشباب “مريم العكل” تحدثت في الجلسة عن انطلاق فعاليات حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، وهي حملة بدأت اليوم “25 تشرين الثاني” وتستمر لغاية 10 كانون الأول، وتتوجه فيها الجمعيات والمنظمات الداعمة لقضايا المرأة عبر جلسات توعية للدعوة إلى السلام ومناهضة ونبذ العنف ضد المرأة بكل أشكاله، تقول: “انطلاقاً من هذه الحملة بدأنا اليوم بالدعوة لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي”.
وأشارت العكل إلى أن العنف القائم على النوع الاجتماعي، يتم من خلال الأدوار التي يحددها ويفرضها المجتمع، وبناء على نظرته للمرأة والرجل، وهي متغيرة وغير ثابتة حسب الزمان والمكان والبيئة، فالعنف عندما يطبق على الرجل كونه رجلاً، فيطلب منه الكثير من المهام والعمل لساعات طويلة وأوقات متأخرة، كونه مطالب بإعالة أسرته والمسؤول عن النفقات المادية، فهذا يعد تعنيفاً لكونه رجلاً، كما يمكن أن تتعرض المرأة للعنف من خلال حرمانها من إكمال تعليمها أو العمل أو اتخاذ قراراتها الشخصية، والحرمان من الميراث فقط لكونها أنثى.
عن أنواع العنف القائم على النوع الاجتماعي لفتت العكل إلى أنه قد يتم التعرض للعنف الجسدي أو اللفظي أو النفسي، وحالياً هناك حالات تتعرض للعنف الالكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهناك أيضاً حالات من العنف الجنسي والأسري كالاغتصاب والتحرش، أو الحرمان من التعليم والزواج المبكر.
وهناك أسباب رئيسية تؤدي إلى استمرار العنف القائم على النوع الاجتماعي، فقد تلعب العادات والتقاليد والأعراف المجتمعية، دوراً كبيراً في زيادة حالات العنف، وكذلك درجة الوعي لدى أفراد المجتمع، والفقر إضافة للجهل يؤدي إلى تفاقم حالات العنف.
ولفتت إلى أن للعنف الكثير من التأثيرات السلبية التي تقع فيها الضحية، إذ يؤثر على الحالة الجسدية والحالة النفسية، فعندما تحرم المرأة من تعليمها أو من حقها بالدراسة، قد تلجأ إلى العزلة عن المجتمع، وعندما تحرم من ميراثها قد تشعر بالظلم و الكراهية، كما أن شعور الرجل بالتعنيف من خلال عمله الطويل وعجزه عن تلبية متطلبات أسرته، قد يؤدي به إلى الشعور بالنقص والتقصير والفشل.
وأكدت العكل أن لوسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، دوراً مهماً بنشر الوعي والتوجيه نحو نبذ العنف والدعوة للسلام، فمن خلال وسائل الإعلام يمكن توجيه رسائل توعية للمجتمع، ونشر نماذج للتعامل السليم تجاه المرأة أو الرجل بعيداً عن العنف بجميع أشكاله الجسدية أو النفسية، كما أنه من الضروري تغيير القوانين لتكون رادعة لمرتكبي العنف، والتغيير الثقافي والمجتمعي من خلال النهوض بالوعي تجاه قضايا العنف، و أيضاً من المهم جداً تمكين الضحايا اقتصادياً ليكونوا أكثر قدرة على رفض العنف وعدم الاستكانة بسبب الحاجة المادية.