الثورة – ميساء الجردي – غصون سليمان:
انطلقت اليوم فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الحادي والعشرين لنقابة أطباء الأسنان في سورية الذي يستمر حتى الـ 17 من أيلول الجاري في قصر المؤتمرات بدمشق.
هدى الحمصي عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب المنظمات الشعبية والنقابات المهنية تحدثت عن حجم الاهتمام والرغبة لقيام هذا المؤتمر والاطلاع وتبادل الأفكار حول هذه المهنة التي تهم كل فرد فينا.
وذكرت عضو القيادة المركزية للحزب أن الحرب الكونية على سورية كان هدفها تدمير مجرى الحياة السياسية في سورية وتفتيت دعائم الدولة طمعاً في قوتها وسلامة مواطنيها وحضارتها وثرواتها، وإنشاء دولة داعش في هذه المنطقة.
وقالت الحمصي إن نصر سورية غيَّر الكثير في قواعد التوازن الدولي، وبتنا نجد بالتدريج نظاماً مالياً اقتصادياً عالمياً ظهر على انقاض هذا النظام الحالي، كروسيا وإيران والباكستان، ومحور المقاومة، فنزويلا وأمريكا اللاتينية وبعض الدول الإفريقية والآسيوية والصين التي هي قوة سياسية و اقتصادية وعسكرية كبرى.
ونوَّهت إلى أن سورية عرفت أول جامعة عربية في الوطن العربي عام ١٩٠١، وفي عام عام ١٩٠٣ افتتح قسم الطب والصيدلة حيث غادر الأوائل إلى دول العالم لدراسة هذا الفن والتمكن من اختصاص هذه المهن الطبية وفي عام ١٩١٩ تمت دعوة ٣٤ طبيباً من هؤلاء الأطباء وتم إعطاءهم الشهادة العلمية كي يتمكنوا من دراسة طب الاسنان لتعود سورية في عام ١٩٢١ وبقرار من مديرية المعارف لإحداث شعبة لطب الأسنان في الصرح التراثي على ضفاف نهر بردى في قلب العاصمة دمشق والتي كانت نواة لجامعة طب الأسنان والتي قصدها طلاب من لبنان وفلسطين والأردن والعراق والسعودية إلى أن جاء في العام ١٩٥٩ قانون تنظيم الجامعات فأحدثت كلية طب الأسنان وهي أول كلية في الطب يدرس فيها باللغة العربية.
كما بينت أهمية ودور المنظومة الطبية خلال سنوات الحرب الظالمة وكيف استطاعت أن تؤمن وتساهم بتخفيف الأعباء والصعوبات. داعية إلى الاستفادة من المؤتمرات العلمية باعتبارها فرصة لتبادل الخبرات والمعلومات والتقنيات الحديثة ما ينعكس إيجاباً على الحياة المهنية.
• 10 مليون ونصف خدمة طبية..
وخلال الافتتاح أكد وزير الصحة الدكتور حسن الغباش على أن المؤتمر العلمي الدولي الحادي والعشرين هو تأكيد على الدعم لكل ما يسهم بتطوير هذه المهنة والارتقاء بها. انطلاقاً من حرص الوزارة على التواصل المستمر مع النقابات الطبية، والعمل معاً لرفع السوية العلمية للأطباء.
لافتاً إلى أن هذه الفعالية العلمية مع دوراتها التدريبية المرافقة هي أحد وسائط تقرير المعرفة المهنية والبحث العلمي لدورها في تحقيق إضافات علمية ومعرفية.
وأكد الغباش أنه رغم الصعوبات والعقوبات فإن الوزارة تخطو قدماً في مرحلة الاأمل بالعمل وتتلقى أفكاراً جديدة تغني وتحسن الأداء وترفع مستوى تطلعات مرحلة البناء سواء بناء المنشآت والمؤسسات الصحية أو بناء الكوادر القادرة على رفع المستوى الصحي، وتقديم الخدمات الطبية بالشكل الامثل.
موضحاً أن الوزارة حالياً بصدد إعداد استراتيجية وطنية لقطاع الصحة للأعوام القادمة 2023 – 2027 بهدف الوصول إلى نظام صحي متكامل وفعال بالتنسيق مع كافة الشركاء.
وخاصة أن الوزارة تعمل وفقاً لجهات عمل متعددة حيث ضاعفت جهودها لتوفير الخدمات الصحية للمحتاجين عبر مشافيها ومراكزها وعياداتها المتنقلة.
كما عملت على إعادة تأهيل ما أمكن من المنشآت الصحية المدمرة، وتم افتتاح مشاف وأقسام وشعب ومراكز جديدة، وقد بلغ عدد الخدمات الطبية خلال النصف الأول من العام الحالي إلى ١٠ ملايين ونصف المليون خدمة، كما أن الوزارة لاتزال تقدم الخدمات المجانية في مجال صحة الفم والاسنان عبر ٧٣٧ عيادة في المراكز الصحية الموزعة على مساحة الوطن.
نقيب أطباء الأسنان في سورية الدكتور زكريا باشا الباشا بين في كلمته خلال الافتتاح أن المؤتمر تظاهرة علمية اجتماعية تجمع حضوراً كبيراً من الدول الصديقة والشقيقة من محاضرين ومشاركين وقد بلغ عدد الدول المشاركة في هذه الفعالية أكثر من 15 دولة من الدول العربية والأجنبية، ويبلغ عدد المحاضرات العلمية حوالي 85 محاضرة وتم اختيارها بدقة وعناية وهي مواضيع حديثة تطرح لأول مرة.
وأشار الباشا إلى أهمية المعرض المرافق للمؤتمر والذي تشارك فيه نخبة من الشركات والوكالات العالمية ليضم المعرض ما يزيد عن 25 جناحاً يحمل الأحدث والأكثر تطوراُ في تجهيزات طب الأسنان، كما يقام وبالتوازي مع المعرض والمؤتمر مجموعة من الدورات العلمية التي تحمل شهادة حضور بعد أن تم تجهيز قاعات الدورات بأحدث التجهيزات بما يمكن سهولة نقل المعلومة بأسلوب منهجي على مدى ثلاثة أيام.
وأكدت نورا حمود من شركة زهرة دنت الراعي الألماسي للمؤتمر أن هذا المؤتمر يقام كل عامين مرة نظراً لأهميته العلمية والمعرفية بحيث يجتمع فيه خيرة أطباء الأسنان على مستوى محلي ودولي.
مشيرة إلى أن المؤتمر توقف خلال فترة الحرب على سورية ولكنه عاد للانطلاق عام 2018 بدار الأوبرا، وتوقف بسبب ظروف الكورونا، ثم عاد للانطلاق في دورته الحادي والعشرين.
من المشاركين تحدث الدكتور أحمد الطراوني عضو مجلس نقابة أطباء الأسنان الأردنية قائلاً: نحن حضرنا إلى سورية لكونها قلب العربية النابض بوفد مكون من 70 طبيب أسنان أردني على رأسه النقيب وأعضاء المجلس كاملين.
وذلك لكونه حدثاً مهماً في البلد الذي نحب.
ويرى الدكتور محمود أبو زيد عضو مجلس نقابة أيضا من الأردن أن المؤتمر مهم لكونه يجمع الأصدقاء والأطباء في مكان نحبه ونرغب في زيارته دائماً وهو أرض سورية.
ومن لبنان تحدث الدكتور أيمن زعتوت على أهمية كل المؤتمرات التي تقام سواء في سورية أو الوطن العربي فهي فرصة لتلاقي الخبرات والمعلومات وسط تنوع في الاختصاصات والمعارف وهذا صحي للكثير وخاصة بعد هذه الظروف الصعبة التي واجهت البلاد في السنوات الماضية وقلة المؤتمرات التي شكلت عاملا سلبيا في الإطار العلمي والمجتمعي.
مشيراً إلى وجود أكثر من 300 طبيب لبناني مشارك في المؤتمر نظراً لمحبتهم للعودة إلى سورية، وإلى التقدم بالطب الذي وجدوه لدى الجامعات والكليات العلمية في سورية.