الثورة – أسماء الفريح:
بعد ساعات قليلة من كشف وكالة نوفوستي الروسية نقلاً عن مصادر موثوقة عن وجود مؤشرات على إعداد كييف لاستفزاز باستخدام ما يسمى بـ”القنبلة القذرة” سارع الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة إلى رفض هذه الأنباء كلياً ما يؤكد مضيه قدماً في الدفاع عن سيناريو أعده مسبقاً دون اعتبار لعواقبه الكارثية.
نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف أعرب عن أمله بأن تكون المحادثات التي أجرتها روسيا مع الغرب قد سمحت بتجنب استفزاز باستخدام “القنبلة القذرة” في أوكرانيا وكتب على صفحته على “تلغرام”: إن البيان الذي نشرته وزارة الخارجية الأمريكية بعد أن أجرى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو محادثات مع نظرائه من بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وأعلنت فيه هذه الدول رفضها للتأكيدات عن استعداد كييف لاستخدام “قنبلة قذرة” في أراضيها “محبط للغاية ومخيب للآمال” مشيراً إلى أن “الأمر من الغربيين لم يستغرق حتى بضع ساعات لتقييم جوهر المعلومات المقلقة والاتفاق على موقف الرفض وحتى على كيفية نشرها علناً”.
كوساتشوف أعرب عن اعتقاده بأن هذا يعني أن الأطراف المذكورة لم تبحث إلا موقف الرفض أي دون إجراء أي تحقيق في المعلومات المقدمة وقال: “يواصل الغرب الدفاع عن أوكرانيا عشوائياً ودون اعتبار للعواقب وعلى أساس مبدأ “الشرير الأسوأ هو الأفضل” لكنه أكد في الوقت ذاته وجود إشارة جيدة في ذلك ولاسيما لجهة أن الإجراءات السريعة والاستباقية من جانب روسيا قد أسهمت في إحباط استفزاز “القنبلة القذرة” الذي كانت كييف تعده ولذلك تم إنقاذ الناس مرة أخرى “.
وكان شويغو حذر خلال اتصالات هاتفية مع نظرائه الأمريكي والفرنسي والبريطاني والتركي من خطر استخدام كييف المحتمل لـ “قنبلة قذرة”، بهدف اتهام روسيا وتأليب المجتمع الدولي عليها.
رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين بدوره كتب في صفحته على “تلغرام”: “كلف نظام كييف علماء الذرة لصنع “قنبلة قذرة” كما يواصل قصف البنية التحتية الحيوية لمحطتي زابوروجيه وكورسك النوويتين وذلك لإثارة وقوع كارثة إنسانية، وأصبح الرئيس الأمريكي ورؤساء الدول الأوروبية، الذين يقدمون المساعدة المالية والعسكرية لنظام زيلينسكي، رعاة وشركاء في الإرهاب النووي”.
ووفقاً للمصادر التي أوردتها وكالة نوفوستي في تقريرها فقد تم تكليف قيادة مصنع التعدين والمعالجة الشرقية الواقع في مدينة جولتي فودي بمنطقة دنيبروبيتروفسك وكذلك معهد كييف للأبحاث النووية بصنع “القنبلة القذرة” حيث وصل العمل على المشروع إلى مرحلته النهائية مشيرة إلى أن موظفين بمكتب الرئاسة الأوكرانية، يقومون وبتوجيه من زيلينسكي، بإجراء اتصالات سرية مع ممثلين من بريطانيا، بشأن إمكانية نقل مكونات أسلحة نووية إلى سلطات كييف.”
المختصون يعرفون “القنبلة القذرة” بأنها عبارة عن “جهاز” لنشر الإشعاع وهي تعمل عكس القنبلة النووية التي تطلق طاقة هائلة، بمتفجرات بسيطة “تشتت” المواد المشعة ويصاب البشر عند تشتيت هذه المواد في منطقة محددة ويمكن مقارنة الضرر الناجم عن هذه القنبلة بعواقب الكوارث بمحطات الطاقة النووية، وعلى سبيل المثال محطة تشيرنوبيل النووية ومع ذلك تعد القنبلة “القذرة” من أسلحة الدمار الشامل وفيها يتم دمج المواد المشعة مع العناصر المتفجرة التقليدية.
ووفقاً للخبير العسكري قسطنطين سيفكوف فإن “القنبلة القذرة” تحمل بعناصر مشعة أو بذخيرة كيميائية ويكون تصميمها الأولي عبارة عن قذيفة بمادة مشعة مع شحنة طاردة حيث تنفجر القذيفة وتحمل الشحنة الطاردة المادة المشعة ويتم نشرها على مساحة كبيرة، فيما يكون الخيار الثاني بإرسالها بنظام صاروخي بعيد المدى لضرب نفايات محطات طاقة نووية بينما يتمثل الخيار الثالث عن طريق نشر عنصر نووي باستخدام الطائرات إلا أن هذا الأسلوب غير مناسب للاستفزاز، حيث يمكن إسقاط الطائرة فوق الأراضي التي يسيطر عليها الطرف صاحب هذا النوع من القنابل.