الثورة ـ وفاء فرج:
تركزت محاور الندوة التي نظمتها اليوم الجمعية النوعية لتربية النحل في سورية تحت شعار “صحة النحل وأثرها على الإنتاج ” وذلك في قاعه الاتحاد العام للفلاحين حول وضع النحل والعلاقة بين حجم جسم النحلة والتغذية.
الدكتور بسام نصر رئيس الجمعية النوعية المتخصصة بتربية النحل في سورية، تحدث عن مطالب المهتمين بقطاع النحل، منها نشر ثقافة تشجير الغابات بالأشجار الرحيقية بدعم من اتحاد الفلاحين ووزارة الزراعة، مشيراً إلى ما يواجهه النحالون من صعوبة تسويق العسل وضرورة الحصول على سجل تجاري بغية عدم اصطدامهم مع مراقبي التموين والجمارك، مشيرا إلى أن وزارة الزراعة تقوم حالياً بإعداد مشروع قرار لإصدار سجل زراعي أسوة بالسجل التجاري والصناعي والسياحي، مشيرا الى بعض مساهمات الجمعية ومشاركاتها في المؤتمرات والمعارض المتعلقة بتقانة الغذاء، بهدف إلى إيجاد بصمة لهم في عالم الغذاء النظيف وإظهار العسل السوري بشكله الصحيح والخالي من الملوثات.
وقدم رئيس الجمعية الفلاحية المتخصصة بالنحل بريف دمشق المهندس رضوان البدوي عرضاً حول طرق مكافحة الفاروا بالزيوت العطرية والمواد العضوية والتي كان لها نتائج جيدة لاسيما استخدام حمض النمل والسيمون وحمض الاوكزليك، وضرورة اتباع ثقافة المكافحة الجماعية بكل المحافظات للحصول على نتائج جيدة خاصة بعد ان اصبحت طرق معالجتها سهلة، مؤكداً ان كل الشرائح لمكافحة الفاروا الموجودة في الأسواق مزورة، ووزارة الزراعة لم تعط اي اذن باستيراد هذه الشرائح.
بدورها عضو الجمعية الفلاحية المتخصصة بالنحل الدكتورة وفاء يعقوب أكدت أهمية التنبه للمتغيرات المناخية وأثرها ليس فقط على قطاع النحل وإنما مختلف القطاعات الزراعية، مطالبة الهيئات الحكومية والمنظمات والجهات الدولية اتخاذ إجراءات سريعة للحد من تأثير المناخ على قطاع النحل على المستوى المحلي والوطن العربي، خاصة أن التلقيح الخلطي يزيد من الإنتاج الزراعي والنحل له دور مهم في الحفاظ على التوازن البيئي وتحسين نوعية الثمار وتأثيرها في معظم المحاصيل الزراعية وضرورة حماية السلالات المحلية التي لها صفات معينة ومنها الحجم، وتقييم السلالات من حيث الأداء والتكيف مع البيئة المحلية وضرورة إعداد النحل ما قبل فصل الشتاء وضرورة تغذية النحل من حبوب الطلع والعزوف عن المكافحة الكيميائية وانما العضوية.
الخبير في برنامج دراسات وأبحاث النحل في المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والاراضي القاحلة “اكساد” وعضو اتحاد النحالين العرب المهندس عبد الرحمن قرنفلة أكد ان العالم يشهد في الفترة الاخيرة تغيرات اخصائية واسعة في مظاهر المناخ وتشير المسارات التنبؤية لتبدل المناخ في منطقة الشرق الأوسط الى احتمال ارتفاع درجة حرارة المنطقة العربية عام ٢١٠٠ بمعدل يتراوح بين ٤،٣الى ٦،٥ درجة مئوية ويتوقع انخفاضا في حجم الهاطل المطري الى ٥٠% عما هو سائد حاليا، الامر الذي سيكون له تأثير سلبي على أداء الكائنات الحية والنحل في اولها، حيث يلعب دورا في إخصاب عدد كبير من المحاصيل والنباتات الغذائية، إضافة الى دوره في إخصاب نباتات المراعي، وأن الظواهر المتطرفة للمناخ تؤدي الى خلل في موائل النحل واستخدامات الأراضي تساهم بحد قدرة النحل على القيام بالأدوار الاقتصادية والاجتماعية المتعددة ولمساهمته في تحقيق الأمن الغذائي وتأمين سبل العيش للمجتمعات الأشد فقرا في الوطن العربي.
وقال قرنفلة إن أهم هذه الانعكاسات التي يتركها تبدل المناخ على النحل هو اتجاه النحل نحو تراجع حجم جسم النحل مما يؤدي الى ضعف قدرة النحل على الطيران لمسافات أبعد ووقف قدرته على حمل المزيد من حبوب اللقاح والرحيق، مبينا أن مركز اكساد يركز على تعزيز قطاع النحل بإجراء الأبحاث والدراسات لتلافي مشكلات النحل ،مؤكدا أن المطلوب من الدول العربية تعزيز الأبحاث وبرامج تربية النحل لاستنباط سلالات من النحل قادرة على الاستجابة لتغيرات المناخ.