الثورة:
أعرب وزير الخارجية التركي، “هاكان فيدان”، عن قلق بلاده العميق إزاء الهجوم الذي استهدف “كنيسة مار إلياس” في حي الدويلعة بدمشق في 22 حزيران/يونيو، مشيراً إلى أن الحادث لا يمكن فصله عن ما وصفه بـ”عملية نفسية معقدة” تهدف إلى خلخلة التوازن الأهلي والديني في سوريا، ومحاولة زعزعة الاستقرار بعد التغيير السياسي الأخير.
وفي مقابلة مع وسائل إعلام تركية، أكد فيدان أن تنظيم داعش، “ليس سوى أداة تحركها جهات خفية”، مضيفاً: “هذا النوع من الهجمات لا يُنفّذ فقط بهدف التخريب، بل لإشعال ردود أفعال داخلية وخارجية تؤثر على المسار الانتقالي في سوريا”.
وكشف الوزير التركي أن أنقرة بادرت، في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، إلى دعوة كل من سوريا ولبنان والعراق والأردن لعقد اجتماع أمني إقليمي، تم خلاله طرح فكرة تأسيس مركز عمليات مشترك لمكافحة الإرهاب.
وأضاف فيدان أن تنظيم داعش يسعى، كما في تجاربه السابقة، إلى استغلال فترات الفراغ السياسي أو الانتقال السريع، محذراً من أن الجماعة قد تُستخدم كأداة من قبل أطراف دولية تسعى للتأثير على مستقبل سوريا.
وأوضح فيدان أن بلاده تحركت فوراً على الصعيدين الاستخباراتي واللوجستي، إلا أن بعض الأطراف، بحسب وصفه، “لم تواكب التهديد بالسرعة المطلوبة”، داعياً إلى رفع وتيرة التنسيق وتوسيع العمل المشترك، مشدداً على أن “تفويت هذه اللحظة قد يفتح الباب لسيناريوهات أكثر خطورة”.
وتناول الوزير التركي زيارته الأخيرة إلى جبل قاسيون برفقة الرئيس الشرع، واصفاً إياها بأنها لحظة رمزية تؤسس لمسار جديد في العلاقة مع سوريا. وقال: “نحن لا نرى في سوريا مجرد جار، بل شريك في الاستقرار الإقليمي. من قاسيون، نظرنا إلى المستقبل، لا إلى الماضي”، وأكد الوزير أن تركيا مستمرة في دعم كل ما من شأنه إرساء قواعد الأمن وإعادة بناء المؤسسات، بعيداً عن الفوضى والانقسامات الطائفية أو العرقية.
وقد خلّف الهجوم على كنيسة مار إلياس، أصداء واسعة في الأوساط المحلية والدولية، حيث أجمعت بيانات الإدانة الصادرة من جهات عربية ودولية ومؤسسات دينية على ضرورة حماية دور العبادة، ومحاسبة المتورطين في الجريمة، خاصة مع سعي سوريا لتجاوز سنوات الحرب والدخول في مرحلة سياسية واجتماعية جديدة.