الثورة- لميس عودة:
كثيرة هي جدران الخيبة التي باتت واشنطن تضرب رأس فشلها فيها، فرغم لهاثها المحموم لقطع جسور التلاقي بين دول تستشعر تفوقها وقدرتها على الثبات في وجه عواصف الغلو الإرهابي الأميركي، من روسيا إلى الصين فإيران وغيرها من الدول التي تضعها أميركا في سمت الاستهداف، لم تجد الأساليب الأميركية المتبعة نفعاً ولم تحرز لها نصرا وهمياً رغم حصار هذه الدول و إشغالها بتهديد أمنها وفرض عقوبات مسيسة عليها للنيل من منعتها وإمكانية صمودها.
ضمن فشل هذه الجلبة العدائية المثارة ضد موسكو وطهران، باتت واشنطن تبحث عن مشاجب مهترئة تعلق عليها فشلها وهزائمها، فوجدت في التلفيقات والتدليس ضالتها الإرهابية للتخفيف من وطأة الإخفاقات المتتالية وذلك بفتح وابل من نار الاتهامات والادعاءات المغرضة كوسيلة للتنفيس عن غيظها، وليس آخرها حديث مفاصل إدارتها عن تعاون عسكري كبير وشامل بين روسيا وإيران زاعمة أن هذا التعاون يلحق ضررا بأوكرانيا ويهدد دول الجوار ويزعزع استقرار المنطقة والعالم اللذين تضعهما السياسات الأميركية التخريبية على صفيح من حروب واضطرابات.
المزاعم المضللة للمتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي وحديثه الفارغ عن أن “تبادل الأسلحة بين موسكو وطهران يهدد السلم العالمي ” يؤكدان أن أميركا تشعل الحرائق على اتساع الرقعة العالمية وتجلس على تلة الاحتراق تتباكى بكاء الذئاب على أمن الدول وسلام الشعوب، وترمي غيرها بجرائم ضد الإنسانية تقترفها هي ودول الغرب الاستعماري المنضوية تحت لواء عربدتها.
كيربي لم يكتف فقط بتقديم معلومات مضللة عارية عن الصحة بل زاد في أكاذيبه وتلفيقاته بإشارته إلى “استخدام الجيش الروسي طائرات إيرانية مسيّرة في أوكرانيا” الأمر الذي دحضته طهران ونفته جملة وتفصيلا، كما ادعى أنّ “روسيا في المقابل تقدم إلى إيران مستوى غير مسبوق من الدعم، عسكرياً وتقنياً”، وكل تلك الاكاذيب تندرج في مساع خداع مفضوحة لتسويغ فرض عقوبات جديدة على البلدين، وتعطيل اتمام الاتفاق النووي الإيراني.
وكان كيربي قد أعلن سابقا أنّ واشنطن تبحث في فرض عقوبات جديدة ضد إيران، رداً على مزاعم تزويد طهران موسكو بطائرات مسيّرة تستخدم في الحرب الأوكرانية زاعما أن “روسيا تلقت العشرات من شحنات الطائرات المسيرة الإيرانية حتى الآن، وستتلقى مزيداً من الأسلحة من إيران، وبينها صواريخ أرض – أرض”.
وزارة الخارجية الإيرانية بدورها نفت هذه المزاعم مرارا وتكرارا وطالبت النظام الاوكراني بتقديم وثائق لإثبات ذلك، وسبق أن أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فرشينين، إن الغرب يتهم روسيا وإيران بتوريد الطائرات المسيّرة من أجل إخفاء فشله في تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني.
