سوق السروجية بدمشق في مراحل التشطيب شبه النهائية فروقات الأسعار وارتفاع تكاليف المواد أخرت إنجاز ترميمه لأكثر من عام
ثورة زينية:
في خطوة هي الأولى من نوعها بعد سنوات الحرب العدوانية على سورية، نحو إعادة ترميم الأسواق القديمة في العاصمة دمشق بدأت ورش محافظة دمشق بالتشارك مع المجتمع المحلي منذ مايقارب العام بتأهيل سوق السروجية القديم المحاذي لقلعة دمشق الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى الحقبة الأيوبية، ويمتاز بطوله الذي يصل إلى 500 متر، وسقفه المقوس ويشتهر حالياً بصناعة وبيع الخيوط الصناعية والمظلات والستائر إلى جانب سروج الأحصنة ومستلزماتها التي نسب إليها اسم السوق.
تأهيل وترميم سوق السروجية تأخر عن الموعد المحدد للإنجاز نحو العام، وعزا مدير الإشراف في محافظة دمشق المهندس هشام الحموي ذلك التأخير في إنجاز أعمال التأهيل التي كان من المقرر إنجازها خلال الفترة الزمنية المحددة، إلى فروقات الأسعار وارتفاع تكاليف المواد، علماً أن المشروع كانت مدته نحو 9 أشهر، موضحاً أن هذا المشروع يتم بالتشارك مع أصحاب المحال الموجودة في السوق والتأخر في تمويل إنجاز الأعمال الخاصة بمحلاتهم من إنجاز للواجهات الخشبية والأقواس المعدنية وإن المحافظة أنجزت ما يقارب من 80 في المئة من الأعمال التي تقع على عاتقها، وما تبقى من أعمال تقتصر على الربط بين مكونات السقف المعدنية ورصف حجر اللبون.
مدير مديرية مدينة دمشق القديمة المهندس مازن فرزلي بين أن تأهيل سوق السروجية هو أحد المشاريع التي درست سابقاً، وهو من الأسواق المهمة للصناعات التقليدية الفلكلورية، ويعدّ ترميمه باكورة أعمال محافظة دمشق لتأهيل جميع أسواق مدينة دمشق القديمة، حيث سيتم في مراحل لاحقة تأهيل سوق الصابون وسوق العصرونية وأسواق أخرى حيث إن تأهيل هذا السوق أعاد القيمة التاريخية والمعنوية والمادية للمحال التجارية التي كانت مخصصة لصنع وبيع مستلزمات الخيول ومع مرور السنين أضيفت إليه صناعات يدوية جديدة كأحزمة البنادق والخيم والمظلات والستائر والحبال واللوازم الخاصة بها، مشيراً إلى أن سوق السروجية كان يعاني من حالة إنشائية صعبة، فالأسقف والجدران كانت مهددة بالسقوط والانهيار، فيما الأبواب كانت مهترئة، فكان لابد من أعمال الصيانة والتأهيل من خلال التشاركية بين محافظة دمشق وأصحاب المحال ممثلين بالجمعية الحرفية، وقد أثمرت هذه الجهود بإنجاز أعمال الترميم باستخدام مواد تقليدية، وهو أول مشروع لتأهيل الأسواق القديمة في دمشق بعد الحرب.
وأكد فرزلي أن أعمال التشطيب بشكل شبه نهائي تتم حالياً، وتشمل أعمال تنسيق مد خطوط الكهرباء والإنارة ومعالجة لملاحظات ورصف أرضية السوق بحجر اللبون، وأن أعمال التأهيل المنجزة شملت الاستبدال الكامل للسقف المهترئ فوق السوق والواجهات بدءاً من الجدران العلوية التي يستند إليها السقف بسبب اهترائها وصيانة الواجهات الأصلية للمحال مع استبدال الأغلال المعدنية بأبواب خشبية إضافة إلى استبدال القناطر الحاملة للسقف بقناطر جديدة بالمواد التقليدية نفسها، مضيفاً:إن أعمال التأهيل شملت أيضاً البنية التحتية من تمديدات كهربائية وشبكة هاتف والمطريات وحجر اللبون لكامل السوق مع تجميل الواجهات الخارجية للقسم الخارجي من السوق.
ولفت المهندس فرزلي إلى أن تأهيل السوق يعدّ بداية لتنفيذ مشاريع أخرى ضمن محاور المدينة القديمة بنفس الطريقة مثل: محاور باب توما والدقاقين والكلاسة.