الثورة – هناء الدويري:
انطلاقاً من محبة وجهد كبيرين قام الإعلامي المتميّز أحمد عز الدين نابلسي بإعداد كتاب توثيقي للحياة التجارية في حلب عبر التاريخ حيث قام بجمع الكتب والوثائق إضافة لجمع المعلومات والصور التاريخية عن حلب وأسواقها وخاناتها وقيسارياتها وبازاراتها وأماكنها وأخذت جهداً كبيراً لتقديم كتاب توثيقي بعنوان (تاريخ تجارة حلب) يعرّف القارئ والمهتمّ على مركز تجارة عالمي في التاريخ القديم والحديث وكنز حضاري عريق في الشرق الأوسط وحضارات لأمم وأقوام تربّعت على عرش التجارة والاقتصاد قروناً كالسومرية والأكادية وصولاً إلى الحضارة الإسلامية حلب الشهباء طريق الحرير منارة اقتصادية عالمية
بعد الموقع والمساحة يعرض الكتاب لستة وثمانين خاناً في حلب والمعالم الأثرية لحلب القديمة والحديثة كما يوضّح طريق الحرير الذي كانت تسلكه القوافل التجارية حيث ربط بين الشرق والغرب ووفّر إضافة للتجارة تلاحماً ثقافياً كبيراً، إضافة لتفاصيل حول الاتفاقيات التجارية ومخاطر التجارة (القرصنة) والخانات والمضافات التي بنيت لتوفير الراحة للتجار واهتمام الباحثين من دول العالم في استكشاف المواقع الأثرية المنتشرة على طول طريق الحرير.
يتحدث الكتاب عن توثيق الألماني هانيتر غاوبه للدور الحضاري لحلب عبر القرون وازدهارها وإعادة إعمارها بعزيمة أبنائها في كلّ مرة تتعرض فيها لمحن وكوارث وحروب.
أما (أويغن فيرتر ) يذكر في نفس الكتاب الذي تمّ تعريبه من قِبل الدكتور صخر علبي تراجع أهمية الاسكندرية كمركز تجاري أمام طريق الحرير بسبب الحصار الذي فرضته البرتغال على تجارة الهند عبر البحر الأحمر والخليج العربي
ويتحدث عن ازدهار التجارة الحلبية في القرن السادس عشر الميلادي وانتعاش العلاقات التجاريةو تصدير الحرير المحلّي كما فصّل في أوضاع الامبراطوريات التجارية والقنصليات الأجنبية في حلب والقوافل السنوية التي وصلت لألفي قافلة في العام من حلب إلى البصرة ومن البصرة إلى حلب.
البريطانيان الكسندر وباتريك راسل تحدّثا أيضاً عن تاريخ حلب الطبيعي في القرن الثامن عشر بحسب ما ذكر الإعلامي أحمد عز الدين نابلسي في كتابه حيث وثّق البريطانيان لخانات وأسواق حلب
مقالات متعددة عن التجارة والتراث الشعبي في حلب تضمّنها الكتاب للعديد من الكتّاب والرحّالة العرب و الأجانب نذكر منها فوستر _ رحلات جون ساندرسون(انتصر الطريق المنطلق من حلب إلى آسيا على الطريق البحري الذي اكتشفه البرتغاليون وسيطروا عليه وذلك بسبب قصر طريق حلب أولاً ولكونه برياً ثانياً ).
أمّا عن آداب التجارة والتجار والسماحة في البيع والشراء والصدق في المعاملة والالتزام في الصدقات والهبات من دون الزكاة والكتابة والإشهار والتوثيق وإنظار المعسر يوضحها الكتاب في فصل مكانة التجارة في الدّين الحنيف عبر مقال للدكتور محمود عكام مفتي حلب
يوثّق نابلسي أيضاً في كتابه للنقود والقطع والذهب والادخار عبر العصور ومقارنتها مع تداول العملات في كلّ زمن وصولاً إلى المرسوم التشريعي رقم (٢٣) بتاريخ ١٩٤٩/٤/٢٠ الناظم للنقد السوري باسم مؤسسة إصدار النقد السوري ووضع ثلاث فئات من النقد السوري الجديد للتداول عام ١٩٥٣ وإلغاء التعامل بالنقود الذهبية عام ١٩٦١ ويوثّق الكتاب لرؤساء غرفة تجارة حلب قديماً وحديثاً ويعرض لأهم الأحداث التي أثّرت في اقتصاديات حلب عام ١٤٩٧م ولغاية ١٩٣٩ تاريخ فصل لواء اسكندرون عن حلب
يقدّم الكتاب أيضاً عرضاً وصوراً لأهم المواقع الأثرية والتاريخية ومنها ساعة باب الفرج التي تُعدّ تحفة أثرية وتمً اكتشاف العديد من الآثار التي تعود إلى حقب زمنية متفاوتة ولأكثر من ٤٠٠ عام في محيط الساعة الرومانية ( القناة الرومانية حيلان).
يوثّق الكتاب أيضاً للزيارة التاريخية للسيد الرئيس بشار الأسد والسيدة الأولى إلى حلب وأسواقها القديمة ويعرض لتحوّل الدمار إلى إعمار وإعادة الاعتبار للتراث الحضاري عبر تأهيل حلب القديمة وإنمائها ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً حيث تنهض الأسواق القديمة من تحت الرماد ويعود الجامع الأموي في حلب لألقه.
عبر تشاركية حكومية وفعاليات أهلية ومحلية للحفاظ على الهوية المعمارية التاريخية لمدينة حلب.
الكتاب من القطع الكبير في ١٥٢ صفحة متضمناً صوراً توثيقية لمدينة حلب قدّم للكتاب المؤرّخ والكاتب محمد قجّة .