الثورة – آنا عزيز الخضر:
رغم الكوميديا تبرز المرارة، وتسيطر ملامح السواد، الذي يبطن هذا الضحك، رغم الإبتسامة يطل الحزن بوجهه، مبلورا مقوﻻت أعمق مما يقال، كي تتأكد مفارقات تدعو إلى الوقوف طويلاً أمام مايحدث، وكي يتصاعد أكثر فأكثر الإحساس بالوجع.. كيف ﻻ وقد تراجعت القيم والمبادئ، وكثرت الآفات الاجتماعية بتأثير ظروف ضاغطة، وجهت عنوة إلى ملاذ بشع، وهو الإحتيال والكذب واستغلال الآخريين تحت عنوانين كثيرة..هذه المشهدية الإجتماعية عمل على نقلها العرض المسرحي( ليلة كوميديا سوداء)…حول العرض تحدث معد العرض ومخرجه الفنان (سليمان شربيا) قائلاً: العرض مأخوذ عن الكوميديا السوداء ل( بيتر شافر) وتتحدث عن اﻷمراض الاجتماعية.. من كذب ونفاق واحتيال لتحقيق غايات شخصية، حيث تتكاثر وتطفو على السطح خاصة في وقت اﻷزمات…ليبرز من جهة أخرى تبعات حرب ندفع ضريبة بشاعتها في كل الاتجاهات..
قدم العرض أفكاره بشكل عفوي وبسيط معتمدا على أسلوب فني، له خصوصيته فكان شكلا من أشكال المسرح الشعبي، الذي يعتمد الارتجال، ويقدم كركترات شعبية بسيطة واضحة الملامح، ضمن مواقف كوميدية، تعتمد على الالتباس، وسوء الفهم بين الشخصيات، من خلال صراعات، تتصاعد مع دخول كل شخصية، لتفجر مواقف جديدة، وتكشف عن حاﻻت مختلفة ،من شأنها مجتمعه مع بعضها البعض، أن تقدم صورا، تقارب الواقع، وتقول كلمتها تجاهه، منتقدة السلبيات دون مجاملة في إطار من الكوميديا السوداء.
السابق