الملحق الثقافي- ديب علي حسن :
منذ أن بدأ الإنسان يكتب على ورق الشجر، أو جدران الكهوف، وقبل ذلك كان التعبير الشفوي… من حينها غدت الكلمة ميثاقاً ووعداً وحياة..
وكم من إنسان بسيط قال: إذا لم أحك ما عندي أشعر بالموت والاختناق…
فكيف بمن يحترف الكتابة فعلاً حياتياً ماذا تعني له الكتابة ..؟
وبصيغة أخرى: لماذا يكتب تتعدد الإجابات بتعدد من يكتبون ولكنها تنطلق من قاسم مشترك واحد: إنها حياة ثانية بل صنو الحياة ..يروى أن نيتشة كان يشعر بالهذيان حتى كتب اَلام فرتر حينها استعاد صفاءه وتوازنه..وفي تجارب الأدباء ولا سيما الشعراء منهم الكثير من قصص الخلاص بعد الكتابة.
ويمكن أن نقدم عشرات الشهادات في هذا من بدوي الجبل إلى نزار قباني والجواهري أدونيس ومحمود درويش وأمل دنقل.
وفي المشهد الروائي، لا ننسى ماركيز ولا أرنست همنغواي ومن أحدث الآراء في هذا اللون ما قالته الكاتبة الفرنسية اَني ارنو الفائزة بجائزة نوبل للآداب عام ٢٠٢٢م إذ تقول: أكتب كي لا أبقى أسيرة جنوني أكتب لأتحرر من الحياة..والكتابة عندها أيضاً تعني تفريغ الذاكرة من أسرارها، الكتابة هوس وهي رديفة الحياة من خلالها يصير الحدث مكتوباً والمكتوب حدثاً…الكتابة تستعيد بقية من حياة لا الحياة كلها.
في ملفنا هذا نطرح السؤال: لماذا نكتب ..لماذا يكتبون ولكل جوابه الذي ينطلق منه ..لكن كما أسلفنا ثمة تقاطعات تقول: الكتابة هي صنو الحياة…بل حياة جديدة ألم وأمل وخلاص بتغيير العالم..
العدد 1128 – 17-1-2023