الثورة – لميس عودة:
بأحرف من نور، وبعبق شهادة مقدسة، تكتب سورية صفحات تاريخها المقاوم وهي تزف كوكبة جديدة من أقمار شهدائها الذين ارتقوا بعدوان صهيوني غاشم وجبان على دمشق ومحيطها، تصدى له بواسل دفاعاتنا الجوية.. فهذه الأرض لم تلن لغاصب ولم تفتر عزائم أبنائها عن مقارعة المعتدين وتمزيق مخططاتهم ونسف مشاريعهم رغم المحن والخطوب وبلوغ الطاعون الإرهابي ذروة إجرامه.
فكلما لاح في أفق دمشق فجر تعاف ونهوض من ركام الحرب الشرسة، ونفض لغبار إرهاب استشرى لسنوات أثقل كاهل السوريين، لكن لم يفت من عضد إرادتهم ولم ينل من متانة ثوابتهم، يطل الإرهاب الصهيوني على مشهد المتغيرات الإقليمية والدولية بوحشيته المعتادة للترهيب، محاولاً تفخيخ طرقات التلاقي على ضفاف الإنسانية بعد كارثة الزلزال التي ذللت العوائق وأزالت غشاوات التضليل الغربي وزعزعت “قيصر” أميركا، وللتشويش على إيقاع التقارب العربي والأخوي مع دمشق.
الإرهاب الإسرائيلي يتصدر مشهد التعديات مجددا متسللا من ثقوب الصمت الأممي المريب الذي يرى العربدة الوحشية الإسرائيلية منفلتة من عقال الضوابط القانونية والأخلاقية، فلا تثار له حمية لإنسانية تستباح من قوة غاشمة تستهدف السوريين الذين مازالوا يلملمون جراحاتهم ويمسحون الأسى عن جباه أحبائهم في وطن احترف لثم الجراح وشد وثاق الإرادة والتصميم على النهوض الأسطوري فوق نزيف الألم.
لا يروق للوحشية الصهيونية الخارجة من قمقم العربدة أن أبواب دمشق مفتوحة على مصراعي الأخوة والعروبة والصداقة والإنسانية لتستقبل من يبلسم جراح السوريين في كارثة الزلزال ويمد يد الإنسانية ليخفف وطأة الفاجعة ويربت على أكتافهم التي لطالما كانت السند والمتكأ ومساحة الأمان لكل من قصدها في كل الظروف العصيبة، فلم تقصر يوما وكانت على الدوام نبض العروبة الهادر ودرع الإنسانية الحصين.
رسائل الغدر والوحشية الصهيونية التي انهالت على دمشق اليوم، خبرها السوريون على اتساع خريطة وطنهم، وعرفوا مغازيها طوال أكثر من عقد من عمر الحرب الإرهابية الشرسة التي طالتهم حقدا ودموية وتفجيرات وغارات عدوانية، فلم تحرف بوصلتهم ولم تضل بنادقهم مؤشراتها وإحداثياتها، ولم تثنهم في السابق عن خوض غمار معارك الثبات والإصرار على دحر الإرهاب عن جغرافيتهم الوطنية، ونسف المشاريع الاستعمارية واقتلاع المخالب الصهيو أمريكية، وإلا ما حرروا القسم الأكبر من أراضيهم، ولن تعوق هذه الرسائل الإرهابية في الوقت الحاضر استكمال عقد الانجاز بالتحرير وإعادة دوران عجلة الحياة في كل ركن وبقعة سورية ولو كره المعتدون، فمفاتيح الثوابت راسخة على أسوار دمشق، ولن تزحزح منعتها رياح الغيظ الصهيونية المسمومة.