الثورة- تقرير أسماء الفريح:
أكد وزير الخارجية الصيني تشين قانغ اليوم إن الصين تعارض بشدة أي شكل من أشكال الهيمنة وسياسة القوة وتعارض عقلية الحرب الباردة والمواجهة بين المعسكرات والقمع والاحتواء.
ونقلت شينخوا عن تشين قوله خلال مؤتمر صحفي على هامش أعمال الدورة الأولى للمجلس الوطني الـ14 لنواب الشعب الصيني إنه على المجتمع الدولي أن يظل متحدا وأن يتجنب الصراعات والمواجهة كما أنه ينبغي للحوكمة العالمية الالتزام بمبادئ القانون الدولي التي يجسدها ميثاق الأمم المتحدة والالتزام بالإنصاف والعدالة ورفض الهيمنة والمكاسب الأنانية.
وشدد على أنه لا يحق لأي دولة التدخل في شؤون تايوان وأن حل قضية تايوان هو شأن خاص بالصين مضيفا أن بلاده ستواصل إظهار بالغ إخلاصها وبذل أقصى جهودها لتحقيق إعادة توحيد الوطن السلمي غير أنها تحتفظ بخيار اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة.
وتابع تشين أن قضية تايوان تعد من صميم المصالح الجوهرية الصينية وأهم الأسس السياسية للعلاقات الصينية- الأمريكية وأول خط أحمر لا يجوز تجاوزه في العلاقات الصينية-الأمريكية وقال إن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية لا مناص منها في تسببها بمشكلة تايوان موضحا أن السبب وراء طرح بكين لهذه المسألة على واشنطن هو لحثها على التوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للصين.
وأضاف أن الصين تأمل في أن تستكشف الولايات المتحدة الطريق الصحيح للتوافق معها لصالح البلدين والعالم بأسره مؤكدا أن الصين ستواصل اتباع مبادئ الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين للسعي لعلاقة سلسة ومستقرة مع الولايات المتحدة.
وأعرب عن الأمل في أن تتخلص واشنطن من هواجسها الاستراتيجية من تخضم التهديدات وتتخلى عن عقلية الحرب الباردة وأن ترفض الانصياع إلى “الصوابية السياسية”.
وشدد تشين على أن احتواء الصين وقمعها لن يجعل الولايات المتحدة عظيمة ولن يمنع نهضة بكين وقال إن “الولايات المتحدة تدعي أنها تسعى إلى التفوق على الصين في المنافسة ولكنها لا تسعى إلى الصراع ولكن في الواقع فإن ما يسمى “المنافسة” يعني احتواء الصين وقمعها من كل الأبعاد، وهي لعبة الغالب والمغلوب بمحصلة الصفر”.
وأشار إلى أنه إذا استمر الجانب الأمريكي في طريقه الخاطئ فمن المؤكد أنه سيكون هناك صراع ومواجهة مبينا أن الصين تعارض بشدة مثل هذه المنافسة التي تعد مقامرة متهورة تخاطر بالمصالح الأساسية للشعبين وحتى مستقبل البشرية وقال إنه إذا كان لدى الولايات المتحدة طموح في استعادة عظمتها مجددا فإنها يجب أن تتحلى أيضا بعقل واسع بشأن تنمية الدول الأخرى.
وتابع أن إعلان الولايات المتحدة “تشكيل البيئة الاستراتيجية المحيطة بالصين” يكشف في الواقع عن الغرض الحقيقي لاستراتيجية المحيطين الهندي والهادئ الأميركية وهو تطويق الصين وقال إن مثل هذه المحاولة لن تؤدي إلا إلى تعطيل بنية التعاون الإقليمي المفتوح والشامل المتمحورة حول رابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان” وتقويض المصالح الشاملة وبعيدة الأمد لدول المنطقة وسيكون ذلك محكوماً بالفشل.
وشدد وزير الخارجية الصيني على أنه ينبغي للبلدان النامية أن تتحلى بتمثيل أوسع وصوت أقوى في الشؤون الدولية وعلى ضرورة ألا تكون العملات الدولية سلاحا فتاكا في العقوبات أحادية الجانب أو أن تكون مرادفا للتنمر والإكراه.
وأكد أن الصين ترغب في تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والتعاون مع دول المنطقة لتحقيق التنمية والازدهار ودفع الوحدة والتضامن فيها.
وحول أزمة أوكرانيا , قال تشين إنها مأساة كان من الممكن تجنبها وأن الصين تختار السلام بدلا من الحرب والحوار بدلا من العقوبات وخفض التصعيد بدلا من إضرام النار مشددا على أنه لا يجب إعادة إشعال حرب باردة وتكرار أزمة على غرار الأزمة الأوكرانية في آسيا.
وبشأن التعاون الصيني الروسي ,أكد الوزير تشين إن الصين وروسيا وجدتا طريقا للعلاقات بين الدول الكبرى يتسم بالثقة الاستراتيجية المتبادلة وحسن الجوار ما يشكل مثالا جيدا لنوع جديد من العلاقات الدولية وقال إن التعاون بينهما سيقدم قوة دافعة لتعددية الأقطاب في العالم ويوفر ضمانا للتوازن والاستقرار الاستراتيجيين في العالم.
وأوضح إن العلاقة بين الصين وروسيا لا تشكل تهديداً لأي دولة ولا تخضع لأي تدخل أو خلاف من قبل أي طرف ثالث.
وبشأن أوروبا ,قال تشين إن العلاقات الصينية الأوروبية لا تستهدف أو تعتمد على أو تخضع لطرف ثالث مضيفا أنه وبغض النظر عن كيفية تطور الوضع فإن الصين تعتبر أوروبا دائما شريكا استراتيجيا شاملا وتدعم التكامل الأوروبي وهي تأمل في أن تحقق القارة حقا استقلالا استراتيجيا وأمنا واستقرارا.
وحول مبادرة “الحزام والطريق”,قال تشين إنها منفعة عامة عالية الجودة بادرت إليها الصين وشارك في بنائها جميع الشركاء وشاركت فوائدها مع العالم بأسره مبينا أنها جذبت مشاركة أكثر من ثلاثة أرباع دول العالم و32 منظمة دولية.
وردا على سؤال حول العلاقات مع اليابان , قال وزير الخارجية الصيني إنه إذا اختار البعض في اليابان اتباع نهج “إفقار الجار” والمشاركة في حرب باردة جديدة تهدف إلى احتواء الصين بدلا من السعي إلى إقامة شراكة ودية معها فستعاني العلاقات الثنائية بين البلدين من جروح جديدة في الوقت الذي لم تلتئم فيه الجروح القديمة بعد مضيفا إنه يتعين على البلدين تعزيز التعاون المشترك وضمان سلاسل الصناعة والتوريد المستقرة والسلسة بشكل مشترك.