اتحاد الصحفيين يطلق تقرير الحريات الإعلامية.. عبد النور: تقارير الغرب عن الإعلام السوري مسيسة والحصار والعقوبات تؤثر على عمل صحفيينا
الثورة – متابعة فاتن دعبول:
أطلق اتحاد الصحفيين اليوم تقرير الحريات الإعلامية في الجمهورية العربية السورية لعام 2022 والذي تضمن ثلاثة محاور، أولها تقرير الحريات الصحفية لعام 2022، واستبيان حرية الصحافة في سورية، وتحدث المحور الثالث عن الصحة والسلامة المهنية، وذلك في مكتبة الأسد الوطنية، القاعة الرئيسية.
وبين موسى عبد النور رئيس اتحاد الصحفيين أن تقرير الحريات لعام 2022، هو التقرير الثاني الذي يصدر عن اتحاد الصحفيين بعد تقرير 2021، والتقرير الحالي يعبر عن حال الحريات الإعلامية في سورية، وهو موجه ليس فقط إلى الخارج، بل موجه أيضاً إلى المؤسسات الإعلامية في سورية، لأنه يتحدث عن بعض الأمور التي تحصل مع الصحفيين، وإضافة إلى ذلك فهو موجه إلى الجهات الأخرى “وزارة العدل، الداخلية” لأنهما معنيتان بشكل أساسي بحال الحريات وآلية تطبيق القوانين بما يتعلق بهذا الأمر.
وهو في الآن نفسه موجه إلى كل صحفي، وكل مواطن سوري، بأن هناك اتحاداً يرصد الانتهاكات التي تحصل للحريات الإعلامية، وبالتالي يمكن متابعتها مع الجهات المعنية لحلها، وهو موجه أيضاً إلى الخارج، لأن ثمة رواية عن حال الحريات الإعلامية من الجهات الأخرى والمؤسسات العالمية، وهي بتقاريرها مسيسة عندما تتحدث عن الإعلام في سورية، وتصنف الإعلام السوري من حيث حرية التعبير في مراكز متأخرة.
وأضاف عبد النور: لا شك ستكون المتابعة أولاً من وزارة الإعلام، ثم من وزارة التعليم العالي، ربما عن طريق إدخال السلامة المهنية إلى المنهاج الجامعي، بالإضافة إلى الوزارات الأخرى” العدل والداخلية” لأخذ الإجراءات عند استدعاء أحد الصحفيين.
وعن أهمية إطلاق تقرير الحريات في هذه المرحلة يبين رئيس اتحاد الصحفيين أن هذا التقرير هو جزء مهم، لضرورة وجود بيئة للعمل، فعندما يكون حصار وإجراءات قسرية لا شك يؤثر ذلك على إجراءات السلامة المهنية، أو على العمل الإعلامي، أو تؤثر على العمل الصحفي بشكل أساسي، فهذه الإجراءات القسرية تؤثر على التقنية والتجهيزات التي يعمل بها الصحفي، وهذه الإجراءات أثرت على القضايا اللوجستية المتعلقة بالتنقل، والوقود، ومن المهم تسليط الضوء على هذه الإجراءات وتأثيرها على العمل الإعلامي وعلى بيئة الإعلام.
ونحن اليوم نطلق التقرير بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين وسيكون التقرير على صفحة الاتحاد الدولي، وسيتم تعميمه على النقابات المنتسبة للاتحاد الدولي للصحفيين، وسيكون ضمن تقرير الحريات في اتحاد الصحفيين العرب، وسنعمل على تعميم هذا التقرير ليصل إلى أكبر عدد ممكن، أولاً من النقابات، ثانياً من وسائل الإعلام، حتى تكون هذه الرواية السورية فيما يتعلق بحال الحريات، سواء عن طريق استهدف هذا التقرير، أو الترويج له.
66 حالة انتهاك طالت الصحفيين..
وحول تقرير الحريات الصحفية في سورية لعام 2022 بينت رائدة وقاف نائب رئيس اتحاد الصحفيين، رئيس لجنة الحريات أن التقرير وثق أهم الانتهاكات والاعتداءات التي طالت حرية الصحافة والصحفيين وواقع حرية الصحافة ومؤشرات الإفلات من العقاب والتداعيات والانعكاسات الخطيرة للحصار الاقتصادي على العمل الصحفي والصحفيين في سورية.
وأضافت: لقد وثق اتحاد الصحفيين 66 حالة انتهاك قامت بها الجهات المنتهكة لحرية الصحافة في سورية، والتي تمثلت بميليشيا قسد الانفصالية المرتبطة: “بالاحتلال الأمريكي، الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري المحتل، الاحتلال الأمريكي وما تسمى قوات التحالف، التنظيمات الإرهابية، فلول تنظيم داعش الإرهابي، مواقع التواصل الاجتماعي وحملات التشهير والتنمر” إضافة إلى جهات أخرى تتمثل بمؤسسات إعلامية وجهات رسمية وأفراد.
أما الانتهاكات فقد تراوحت بين اعتقال واختطاف وتغييب وتعذيب صحفيين ومصادرة أملاكهم ومعداتهم، كما وثق التقرير حالات مصادرة معدات صحفيين وأملاكهم وتدميرها، قامت بها التنظيمات الإرهابية وميليشيا قسد الانفصالية.
وأوضحت رئيس لجنة الحريات وبالإحصاءات الدقيقة، الآثار السلبية للحصار الجائر اللاقانوني، واللاأخلاقي على الصحفيين وعملهم الصحفي ومؤسساتهم الإعلامية، والآثار البليغة للإجراءات القسرية التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي على سورية.
كما وثق التقرير الانتهاكات المستمرة بحق المراسلين السوريين في الجولان السوري المحتل من قبل الاحتلال الإسرائيلي، هذا إلى جانب توثيقه لانتهاكات حرية الصحافة بحق صحفيات تعرضن لحملات التشهير والتنمر وتشويه السمعة كونهن صحفيات ونساء.
وبينت بدورها أن التقرير قام برصد حالات استدعاء صحفيين خضعوا لإجراءات إدارية ضمن مؤسساتهم الصحفية، وانخراط اتحاد الصحفيين في حلها، وصولاً إلى تسويتها باعتبار اتحاد الصحفيين المرجع الأساسي للصحفيين فيما يتعلق بالمهنة الصحفية، وجدير ذكره أن هذا التقرير تضمن جداول ومخططات دقيقة توضح بالأرقام والنسب المئوية مؤشرات الانتهاكات بحق حرية الصحافة في سورية.
الجمهور يتطلع إليه..
وتوقفت الإعلامية سعاد زاهر عضو المكتب التنفيذي، في الاستبيان الذي دار حول حرية الصحافة عند منهجية العمل التي اتبعتها في الاستبيان الذي استغرق حوالي ثلاثة أشهر، وقالت:
في ظل واقع منهك خرج للتو من حرب، وأزمات عديدة لابد أن تضيق حرية الإعلام لأسباب معقدة حاولنا من خلال الاستبيان تفكيكها رقمياً، وجميع المعلومات التي حصلنا عليها هي نسبية خاصة بالظرف وراهنية اللحظة التي قادتنا عبر أمزجة الشريحة التي تم اختيارها في هذا الاستبيان الذي تم قبل حدوث الزلزال.. والمحرك الرئيس للاستبيان هو استثنائية هذا الظرف رغم أنه يبدو من الغريب التطرق إلى حرية الإعلام ونحن في خضم كل هذه المعاناة، لكن مداورتنا عليه وصدامنا الفكري معه، ربما يكسر شيئاً من كل هذا السياج الذي يبدو هشاً حين نحتكم للمنطق ولحب بلدنا.
وقالت زاهر: من النتائج التي خلص إليها الاستبيان أن أهم مقياس كي يكون الإعلام جريئاً وقريباً من الناس هو أن يتابع همومهم بشكل فعلي وأن يكافح قضايا الفساد، ورغم كل التحديات التي يواجهها إعلامنا المحلي، فإنه يتفوق سواء من ناحية المتابعة أو الاهتمام بشؤون الناس، وسواء أكانت هذه قناعتهم أم لا، فإنها تضع إعلامنا المحلي أمام تحديات كبيرة، كون جمهوره لا يزال يتطلع إليه.
هدفنا السلامة المهنية..
وفي وقفة العمل الميدانية لما تقوم به الجهات المختصة والمعنيون فيما يخص الصحة والسلامة المهنية بين الإعلامي خالد الشويكي عضو مكتب تنفيذي في اتحاد الصحفيين بأن الحديث عن الصحة والسلامة المهنية هو غاية في الأهمية، ومن أجل ذلك تم التوجه في اتحاد الصحفيين إلى تسليط الضوء على هذا الموضوع من ناحية البيئة التشريعية والقانونية لها والتي ركزت في مجملها على السلامة المهنية وتضمنت مجموعة من الإجراءات والقواعد والنظم في إطار تشريعي، وجميعها تهدف إلى الحفاظ على سلامة الإنسان من خطر الإصابة، والحفاظ على الممتلكات من خطر التلف والضياع.
تطلعات وأهداف..
وقال الشويكي: إن التطلعات والطموحات تتجه بأن يصل صوتنا من خلال تقريرنا إلى المنابر الصحفية في جميع أنحاء العالم ليعمل الجميع على المطالبة برفع العقوبات الظالمة على سورية والتي تفرضها عليها دول الغرب التي تدعي الإنسانية، بينما نجدها تحارب الإنسانية بتصرفاتها الرعناء تجاه الشعب السوري الصامد الذي وقف في وجه الدول الغربية التي دعمت الإرهاب في سورية.
وأشار في تقريره ما قام به الاتحاد من دورات خاصة بالسلامة المهنية وحوار مع الصحفيين والاقتراحات الخاصة بالصحفيات وكذلك حول العديد من الأمور التي تخص عمل الصحفيين والمطابع والصعوبات التي تواجه وزارة الإعلام ومؤسساتها الإعلامية.
وجدد اتحاد الصحفيين في نهاية التقرير مطالبة الاتحاد الدولي للصحفيين للسعي وللمطالبة برفع الحصار عن سورية، وهذه الإجراءات وفقاً للقرار المتخذ في كونغرس الاتحاد الدولي الثلاثين الذي عقد في تونس 2019.
وفي نهاية حفل الإطلاق دار نقاش حول بعض القضايا الهامة التي تنهض بالشأن الإعلامي، وركزت المداخلات على حماية الإعلامي، بالإضافة إلى تحقيق الصحة والسلامة المهنية، هذا إلى جانب ترجمة نتائج الاستبيان على أرض الواقع