الثورة- تقرير أسماء الفريح:
أكدت الخارجية الروسية أن موسكو لا تستبعد أي خيارات للرد على العقوبات الغربية المفروضة عليها لكنها تتجنب اتخاذ تدابير تعسفية.
وقال مدير إدارة التعاون الاقتصادي في الخارجية الروسية دميتري بيريشيفسكي اليوم في حديث لوكالتي “سبوتنيك” و”نوفوستي .. “لا نستبعد أي خيارات للرد على القيود الغربية غير الشرعية فالفرص والأدوات المناسبة متاحة و نحن مستعدون لأي تطور للأحداث إلا أننا نحاول تجنب التدابير التعسفية”.
وكان منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل صرح أمس بأن الاتحاد الأوروبي مستعد لفرض عقوبات جديدة إذا وافقت بيلاروس على نشر أسلحة نووية تكتيكية روسية على أراضيها.
من جهة أخرى , أوضح بيريشيفسكي بأن روسيا والصين تتفهمان أهمية التعاون في القطاع المالي على خلفية رغبة الغرب في الحد من استقلالهما.
وقال بيريشيفسكي “بالنسبة للدول المستقلة فإن السيادة المالية هي ضمان للتنمية الاقتصادية الكاملة وروسيا والصين تدركان جيدا أهمية التعاون في هذا القطاع لكلا الطرفين ولاسيما في ظل الظروف الراهنة بينما يسعى عدد من الدول الغربية الحد من الاستقلالية المالية للبلدين حفاظا على هيمنتها وخلق عقبات أمام المسار الطبيعي للتجارة الدولية”.
وأشار بيريشيفسكي إلى أنه عقب المحادثات بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ في موسكو في وقت سابق من الشهر الجاري تم اعتماد بيانين مشتركين الأول حول تعميق علاقات الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي مع دخول حقبة جديدة والثاني بشأن خطة تطوير المجالات الرئيسية للتعاون الاقتصادي الروسي الصيني حتى عام 2030.
وبين أن البيانين” حددا مهمة زيادة تعزيز التعاون في القطاع المالي وركزتا بشكل خاص على دعم تطوير التفاعل بين وكالات التصنيف ومؤسسات التأمين في البلدين في إطار التشريعات القائمة وضمان التسويات دون انقطاع وتوسيع نطاق استخدام العملات الوطنية في التجارة الثنائية والاستثمارات والإقراض والمعاملات الاقتصادية التجارية الأخرى”.
كما شدد بيريشيفسكي ,في سياق آخر ,على أن روسيا لن تنسحب من منظمة التجارة العالمية على الرغم من محاولات بعض الدول للضغط عليها وقال “إننا ندرس جميع الخيارات المتعلقة بمشاركتنا في التجارة متعددة الأطراف ونحلل ميزان الفوائد والتكاليف للعضوية الكاملة في المنظمة وفي الوقت نفسه نرى أن هناك أسبابا للبقاء فيها من أجل الحفاظ على علاقات مستقرة مع الدول النامية المستعدة لمواصلة التعاون على أساس المساواة وضمان المصالح المتبادلة”.
وأضاف أن التجارة العالمية هي منظمة “عالمية” لا بديل لها و روسيا تبني على أساسها علاقات تجارية واقتصادية مع دول لا تمارس أعمالا عدائية ضدها رغم أن “دولا غير صديقة تتحد اليوم وتحاول وضع حد لعضوية روسيا في المنظمة “ولكن خروجها في ظل هذه الظروف سيكون دليلا على فعالية التوجه المعادي لروسيا وسوف يرفع من حدته”.
وتابع بيريشيفسكي أن بلاده تولي اهتماما خاصا للتفاعل مع الشركاء والأشخاص ممن لايمارسون أعمالا عدائية ضدها من آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا وأميركا اللاتينية وبلدان ما يسمى بـ “الأغلبية العالمية” حيث أصبح التفاعل معهم أكثر نشاطا وتنوعاً.
وأشار إلى أن قواعد منظمة التجارة العالمية ثابتة في آلية عمل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي الذي تستند لوائحه الجمركية الموحدة إلى معايير النظام التجاري متعدد الأطراف والتزامات روسيا في المنظمة مبينا أن موسكو بوصفها عضوا في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ملتزمة بالامتثال لقواعد التجارة العالمية والانسحاب منها سيحرمها من عدد من المزايا المتعلقة بحماية السوق المشتركة للاتحاد من الواردات الحساسة للاقتصاد الروسي.
كما لفت إلى أن محاولات الدول الغربية إعاقة تصدير الألماس الروسي قد تؤدي إلى تعطيل سلاسل التوريد وتضر بمصلحة هذا القطاع ولاسيما أن روسيا هي واحدة من أكبر المشاركين في صناعة الألماس حيث تبلغ حصتها 30 بالمئة من الإنتاج العالمي.
وقال “من الواضح أن التدابير التقييدية التي تتم صياغتها حاليا تحمل في طياتها مخاطر عرقلة سلاسل التوريد القائمة وبالتالي فهي تتعارض مع مصالح صناعة الألماس ككل حيث يحاول ممثلو الدول الغربية تقديم ذريعة معقولة لأفعالهم غير المسؤولة بما في ذلك على المنصات الدولية المختلفة”.
وحول مصير خطوط أنابيب السيل الشمالي التي تعرضت لهجوم إرهابي في بحر البلطيق في أيلول الماضي, أوضح بيريشيفسكي أنه يصعب الحديث والتنبؤ بمستقبل الخطوط في المرحلة الراهنة إلا أنه يمكن إصلاح التالف منها مشيرا إلى أن الأضرار وقعت على عمق 100 متر ما يسمح بإصلاحها بسهولة من الناحية الفنية.
وأكد أن إصلاح الأضرار التي لحقت بخطوط ” السيل الشمالي” تتطلب إرادة غربية وبعض الشروط المسبقة والمتطلبات السياسية والاقتصادية لضمان نجاح هذه العملية.
وأضاف أن الإجراءات التي يتخذها الغرب لمنع روسيا من التحقيق أو المشاركة في التحقيقات الجارية في الهجوم الذي استهدف الخطوط تشير إلى انعدام الرغبة الغربية في استئناف العلاقات الطبيعية مع روسيا في قطاع الطاقة.
ولم يستعبد بيريشيفسكي “إثارة موضوع التعويض عن الأضرار التي لحقت بتفجير خطوط “السيل الشمالي ” في وقت لاحق.
وكان الصحفي الأميركي الشهير سيمور هيرش نشر في شباط الماضي تحقيقا صحفيا في حادثة تفجير الخطوط يستند إلى معلومات استخبارية قال إنه حصل عليها من أحد المتورطين بشكل مباشر في الإعداد لعملية التفجير وأوضح أنه تم زرع عبوات ناسفة تحت الخطوط من قبل الولايات المتحدة بدعم من المتخصصين النرويجيين الذين قاموا بتفجيرها.