الثورة – تقرير لجين الكنج:
وسط تصاعد الاضطرابات والاحتجاجات الشعبية في فرنسا ضد سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون، الداخلية والخارجية، واجه ماكرون احتجاجات مماثلة لدى زيارته إلى هولندا، وهي أول زيارة دولة لرئيس فرنسي إلى هذا البلد الأوروبي منذ 23 عاماً.
المشاكل الداخلية التي يواجهها ماكرون داخل بلاده، ألقت بظلالها على زيارته لهولندا، حيث قاطع متظاهرون خطاباً له حول مستقبل أوروبا كان يلقيه بمسرح أماري في لاهاي، رافعين لافتة كُتب عليها بالإنكليزية: “رئيس العنف والنفاق”.
وهتف المتظاهرون بالقول: “أين الديمقراطية الفرنسية؟”،..”لديك ملايين المتظاهرين في الشوارع”، واستهدف متظاهرون آخرون قانون المعاشات، وذلك على خلفية خروج مئات آلاف الأشخاص في عموم مدن فرنسا منذ أسابيع، باحتجاجات ومظاهرات شعبية ضد مشروع القانون الذي تقدمت به الحكومة لتعديل نظام التقاعد ومن أهم بنوده رفع سن الإحالة على المعاش إلى 64 عاماً.
وحاول ماكرون لعدة دقائق جعل نفسه مسموعاً، بينما المتظاهرون يصرخون، وقال: “يمكنني أن أجيب على هذا السؤال، إذا أعطيتموني بعض الوقت”، مضيفاً: “أنت تصوّت وتنتخب الناس.. الطرف المقابل هو أنك بحاجة إلى احترام المؤسسات التي صوّت لها الناس.. في اليوم الذي تفكر فيه، عندما أختلف مع القانون يمكنني أن أفعل ما أريد، فأنت تعرض الديمقراطية للخطر”.
وبعد أن تمكن حراس الأمن من إخراج المتظاهرين، أكمل ماكرون خطابه، ودافع فيه عن قانون التقاعد الذي سيؤجل رفع سن التقاعد سنتين إلى 64.
وقال متحدثاً بالإنكليزية “سوف أؤجل (سن التقاعد) إلى 64″، مضيفاً: “عندما أقارن، يجب أن يكون (المحتجون الفرنسيون) أقل غضباً مني، لأنه في الكثير من البلدان في أوروبا، سن التقاعد هو فوق الـ64 عاماً”.
ويواجه ماكرون احتجاجات غضب واسعة داخل فرنسا، تتخللها إضرابات متقطعة للعديد من العمال في مؤسسات فرنسية عدة، منها إضراب عمال النظافة في مصافي النفط، وعرقلت الإضرابات حركة السفر في فرنسا، حيث أغلق محتجون محطات القطار ومطار شارل ديغول وبعض المصافي والموانئ واشتبكوا مع الشرطة وألقوا مقذوفات على مركز للشرطة في يوم سابق من الاحتجاجات شمل جميع أنحاء فرنسا.