القادري لـ “الثورة”: غداً تكريم لأسر الشهداء وتقديم المساعدات للعمال المتميزين ومتضرري الزلزال والمتطوعين بعمليات الإنقاذ
الثورة – غصون سليمان:
إحياء لذكرى شهداء الطبقة العاملة على امتداد ساحة الوطن وتضامنا مع ضحايا كارثة الزلزال التي ألمت ببلدنا في السادس من شهر شباط الفائت واحتفاء بالأول من أيار عيد العمال العالمي يقيم المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات العمال احتفالا مركزيا صباح يوم غد الإثنين في محافظة اللاذقية واحتفالا آخر في محافظة حلب مساء الغد والتي ضربهما الزلزال بحضور ومشاركة جميع القيادات الإدارية والسياسية والنقابية والشعبية والأهلية في المحافظتين .
عن دلالات ورمزية الأول من أيار ودور الطبقة العاملة السورية في حياة الوطن وصموده يشير رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال جمال القادري في حديث لصحيفة “الثورة” أن مناسبة الأول من أيار أصبحت حقيقة رمزا وذكرى لكفاح ونضال العمال بكل أنحاء العالم في سبيل تحصيل الحقوق والحفاظ على المكتسبات، حيث تشارك الطبقة العاملة السورية عمال الوطن العربي والعالم الاحتفال بهذه المناسبة إحياء لشهداء الطبقة العاملة على مستوى العالم الذين سقطوا في سبيل الحقوق والمكاسب ورفعة الأوطان.
وأكد القادري أن أهم وأول حق للعامل هو أن يعيش في وطن آمن ومستقر، حيث تبقى لهذه الرمزية أكثر عمقا واتساعا بالنسبة لعمال سورية خصوصا وأنهم واجهوا كما جميع أبناء الشعب السوري خلال السنوات الماضية حربا إرهابية قاسية حاول خلالها برابرة العصر من مجموعات إرهابية مسلحة تدمير وتخريب كل مظاهر الحياة وما بناه عمال سورية عبر عقود طويلة من التنمية والازدهار.
ولكن بفضل صمود هذا الشعب العظيم وشرائح عماله وتضحيات الجيش العربي السوري والقوى الرديفة وحكمة وشجاعة القيادة السياسية وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد صمدت سورية وتجاوزت حجم الفاتورة الباهظة والمكلفة جدا وإن كنا لا نزال نعاني من ويلات هذه الحرب من حصار وعقوبات مختلفة .
وبين رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال أن السوريين خلال الحرب العدوانية واجهوا شتى أنواع الحروب الإرهابية والاقتصادية والسياسية والإعلامية وإن كان أخطرها وأشدها شراسة الحرب الاقتصادية الهادفة إلى تجويع الشعب السوري وقتل إرادة الصمود لديه،عبر استهداف المعامل والمصانع والمدن العمالية وهذه الإجراءات تناغمت أيضا مع الدول المنخرطة في العدوان والداعمة له من خلال العقوبات الاقتصادية والحصار الجائر.
الوقوف إلى جانب الوطن..
ويضيف القادري: لذلك ومن هنا كان خيار دور عمال سورية ومنذ اللحظات الأولى إلى جانب الوطن بكل ما يملكون من قوة وإيمان ووفاء في معاملهم وخلف آلاتهم، متحدين كل الصعوبات والمخاطر والتهديدات التي كانت تواجههم مع كامل إصرارهم بالتوجه إلى مواقع عملهم لينتجوا لأبناء شعبنا أسباب الحياة.
ونوه القادري إلى أن استهداف عمالنا كان بحجم الدور الكبير الذي يمثلونه في صمود الوطن من قوة وصلابة وعطاء، إذ ارتقى منهم آلاف الشهداء كانوا في طريقهم لمعاملهم ومؤسساتهم ومنهم من دفنوا أحياء في قصف المجموعات الإرهابية لمنشآتهم على اختلاف تسمياتها.
ورغم كل حملات الترويع التي كانت تطالهم يؤكد رئيس الاتحاد كيف كان عمالنا مصرين بروحهم الوطنية العالية على استمرار العملية الإنتاجية ودعم مقومات الصمود، سواء بعد الحرب الإرهابية وجائحة كورونا التي عمقت الظروف القاسية على المستوى المعيشي والصحي وصولا إلى حدوث كارثة الزلزال فانخرط الجميع بفرق تطوعية لبلمسة الجراح ورفع الأنقاض وتقديم المساعدات الإنسانية المطلوبة .
وعن برنامج الاحتفال في محافظتي حلب واللاذقية بين رئيس الاتحاد أنه سيتم خلال الاحتفالية إحياء ذكرى ضحايا الزلزال وشهداء الطبقة العاملة والتضامن مع عمال الوطن العربي والعالم وإطلاق صرخة في وجه الظروف القاسية وخصوصا معاناة عمالنا في المناطق المحتلة “الجولان السوري المحتل وفلسطين الجريحة” الذين يتعرضون لأبشع أنواع التنكيل من قبل سلطات كيان الاحتلال الإسرائيلي الغاصب، مضيفاً بأنه سيتم تقديم ما يمكن تقديمه من مساعدات بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية للعمال الذين تضرروا الزلزال ولذوي الشهداء والجرحى، والعمال الذين شاركوا بعمليات الإنقاذ ورفع الأنقاض، والعمال المميزين في هاتين المحافظتين ، فيما ستقام الاحتفالات بالتوازي في جميع اتحادات عمال المحافظات للاحتفال بهذا اليوم من خلال تجمعات عمالية ، وزيارات ميدانية لمواقع العمل والإنتاج وتكريم العمال المتميزين والأكثر احتياجا وبما يليق بتضحيات العمال.
وقال رئيس الاتحاد: إذا كنا نعيش كطبقة عاملة ظروفا صعبة للغاية على المستوى الخدمي، فالجميع يعرف السبب من خلال سرقة موارد الاقتصاد السوري وتدمير أجزاء واسعة من بنيته الحيوية .
وأضاف لدينا كل الأمل والتفاؤل بأن الغد أجمل،وهذه المعاناة لن تطول بإرادة الجميع، صحيح لدينا قائمة واسعة من المطالب والتي من حقنا الطبيعي أن نتوجه بها إلى السلطة التنفيذية لتلبية ما يمكن تلبيته في ظل الظروف الحالية ، ولكن وبنفس الوقت نلتفت إلى واجباتنا وإعادة دوران المعامل من جديد، وزيادة الإنتاجية ورفع معدلاتها .. وكما كنا بنائيين ومعطائين في أقسى الظروف نجد عمالنا في طليعة الصفوف لإنجاح مسيرة التعافي التي انطلقت بجهود كل الشرفاء بهذا الوطن.
وختاماً وجه رئيس الاتحاد عبر صحيفة “الثورة” التحية إلى أرواح شهداء الوطن من مدنيين وعسكريين وشهداء الطبقة العاملة ، والتحية لجرحى الوطن ولكل عامل وعاملة أصروا على الانحياز للوطن والبقاء فيه رغم الظروف القاسية على ممارسة العمل بأقصى درجات الوعي والالتزام.