الثورة – ميساء الجردي:
بهدف رفع راية الاقتصاد المعرفي والعمل على خلق ثقافة الريادة والاقتصاد الريادي لدى أصحاب الأفكار الذكية والمشاريع الناشئة في هذا المجال بما يخدم المجتمع مع التركيز على شرائح من ذوي الاحتياجات الخاصة استقطبت مؤسسة صناع الريادة ثماني مشاريع لـ 19 شاباً وشابة من المبدعين الذين يحملون أفكاراً متطورة للمشاركة في جناحها في معرض (تكنوتكس) لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
ريم الشيخ حمدان رئيس مجلس أمناء مؤسسة صناع الريادة بينت أهمية التركيز على أفكار الشباب واستقطابهم والعمل لإنضاج أفكارهم وشخصيتهم، وعليه فإن مشاركتهم في معرض تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هو بمثابة بوابة ومنصة تجمع أفكارهم الذكية التي تم استقطابها من خلال المؤسسة والعمل عليها من حيث إنضاج الفكرة وإنضاج الشخصية.وأكدت أن المشاركة شملت ثمانية مشاريع برمجية ذكية أربعة منها لأشخاص قدموا الأفكار بشكل ذاتي، وأربعة منها تخص فُرق عمل تشاركية، وهناك مشاريع تخص ذوي الإعاقة قاموا على إنشائها من خلال احتياجاتهم الشخصية في إيجاد حلول للحالة التي يعانون منها إضافة لوجود مشاريع لها علاقة بتعليم البرمجة لشريحة الأطفال، ومشاريع تتعلق بالموضة، ومشروع له علاقة بالزراعة الذكية وآخر له بالسوق الافتراضية الذكية.
وأوضحت الشيخ حمدان أن المؤسسة تعمل على تأطير جهود الشباب بشكل سليم فكانت مشاركتهم في المعرض هي اختبار لأفكارهم والمراحل البرمجية التي وصلت إليها مشاريعهم ومدى تطورها، ودعم حاجتهم للتشبيك مع الجهات التي لها علاقة بالتكنولوجيا لكي يتحول المشروع إلى تطبيق ذكي مشيرة إلى حاجة البعض إلى مستثمر لكي يتبنى مشروعه، وحاجة البعض الآخر إلى داتا، وبالتالي كل مشروع يسبر ذاته ويتعرف على تقبل الجمهور له والإصلاحات التي يحتاجها. وعليه فإن تواجدهم اليوم هو فرصة جيدة من حيث اهتمام بعض المنظمات بالمشاريع المقدمة وهي فرصة لرواد الأعمال لمعرفة الجهات التي تهتم بهم.
وبينت رئيس مجلس أمناء المؤسسة الدور الهام لعملهم في تأهيل الشباب وأصحاب الأفكار الذكية والريادية وتقدم خدمات التدريب والتعليم والاستشارات الفنية والتكنولوجية لهم بدرجة عالية من الكفاءة والفاعلية بما يعزز قدرتهم في سوق العمل من خلال الربط بين مؤسسات التمويل الصغير والمبتكرين الشباب وإلهامهم وتوجيهيهم الاقتصادي والاجتماعي ضمن رؤية التنمية المستدامة في سورية لعام 2030.
ومن المشاركة تحدث عبد الفتاح اسبر خريج هندسة المعلوماتية عن مشروعه الذي قدمه بالتعاون مع زملائه خريج هندسة المعلوماتية المختصين بتطبيقات برمجية معدة للتواصل بين الصم والسامعين مبينا أن الهدف من المشروع هو تقليص الفجوة بين الأشخاص الصم والأشخاص العاديين وتسهيل التواصل لهم أثناء ذهابهم إلى المحلات والمولات والشركات لكونهم يتعاملون بلغة الإشارة التي قد لا يعرفها الكثير من الناس.
ولفت أن الفكرة كانت عبارة عن مشروعهم البرمجي في الجامعة ولكنهم عملوا على تطويرها عندما صادفهم حالة الشاب أحمد الذي فقد النطق والسمع إثر حادث سيارة وبعدها فقد إمكانية التواصل مع المحيط وعليه تم التوجه إلى هذه الفئة من ذوي الإعاقة.
وتحدث كل من سراب طعمة وخليل عيسى وسليمان طعمة عن برنامجهم الإلكتروني الذي يدعى (وريد) وهو تطبيق ذكي مخصص لتقديم الخدمات الطبية تحديدا بين طالبي الخدمة ومقدميها الذين قدموا المشروع انطلاقا من الحاجة لهذه الخدمة والمستوحاة من عمل الوريد الذي ينقل الأكسجين إلى القلب، وهو موجه للجميع ويمكن أن يستفيد منه بشكل خاص ذوي الإعاقة وكبار السن ومصابي الحرب والأطفال، حيث يتم وضع داتا كبيرة للأطباء من كافة الاختصاصات، ويقوم طالب الخدمة بإدخال البيانات.
من جانبه بين عبد العليم السيد سنة خامسة هندسة معلوماتية أن مشروعهم “كوكيدز” نشأ من فكرة برمجية كانوا بحاجة لها عندما انطلقوا للعمل في أحد المعاهد ولم يكن هناك تجهيزات للحواسيب مناسبة وكانت التكلفة كبيرة لتحقيق هذا الهدف. فعملوا على إنتاج مشروع يقدم البرمجة بشكل تفاعلي بحيث يتعلم أكثر من طالب على بورد واحد لافتا إلى أن المشروع يفيد في نشر ثقافة البرمجة لدى الأطفال.
مالك سليمان و فريقه من الأشخاص ذوي الإعاقة وطلبة جامعيين من فروع جامعية مختلفة تحدثوا عن مشروعهم (برايل) الذي يهدف إلى تمكين الأشخاص المعاقين بصريا من الدخول إلى سوق العمل من خلال تدريب المكفوفين على مهارات غير تقليدية والحصول على فرص عمل عن طريق التطبيق نفسه، هذا ما أكده الطالب زين العابدين أسعد طالب تربية خاصة بجامعة دمشق وأحد مؤسسي البرنامج لافتا إلى أهمية هذا التطبيق لكونه يستخدم عن طريق الجوال ويقدم مهارات إضافية للأشخاص المكفوفين ليقوموا بأعمال مشابهة للأعمال التي يقوم بها الأشخاص المبصرين.