الثورة – رفاه الدروبي:
كانت الأبواب الدمشقية الخشبية ذات دلالات ومعان مُتعارف عليها، تتألف من قطعة واحدة حيث كان الباب البسيط مصنوعاً من الخشب ومغلفاً بالزنك تُدَقُّ فيه مسامير موزَّعة بأشكال مربَّعات هندسية، أما البوابة الضخمة فتتمفصل مع «ساكف الباب» ونعلته «زعرور» أي مفصل إسطواني من صلب خشب الباب، ويكون مُصفَّحاً بالصاج السميك لحمايته من التآكل بسبب الاحتكاك ورُكِّب ساقطه ما يعني أنَّه الدقر الخشبي الداخلي لإحكام إغلاق الباب.
صاحب بيت التراث الدمشقي في حي القنوات هيثم الطباخ أكَّد أنَّ الباب في مباني عائلات الأعيان والأغنياء أكبر حجماً وبداخله باب آخر أصغر منه، ويصنع على شكل خوخة ما جعله يعرف بالاسم ذاته، وتكون «السقاطة» على شكل يد تقبض على كرة حجرية مثبتة على حجر، لافتاً إلى أنَّه عندما تُحرِّكها ذهاباً وإياباً تُحدث صوتاً كصوت الدق أو القرع فيسمع ساكنو المكان داخل البيت ويهرعون لفتح الباب.
كما أشار إلى الطريقة المبتكرة بتخصيص «سقاطتين اثنتين» واحدة كبيرة الحجم يقرعها الرجال، وواحدة صغيرة الحجم تقرعها النساء، فإذا كان الصوت خفيفاً فيدل أنَّ الزائر امرأة وعندما يأتي الصوت قوياً فيعني أنَّ الزائر رجلاً، ثم أردف بأنَّ السقَّاطة عندما تكون ذات حجم صغير وعليها خاتم يعني أنَّ أهل الدار لديهم بنات للخطبة والزواج فتخفف عبئاً عن أهل العريس في قرع الأبواب ويجنبونهم السؤال المحرج.
التالي