الثورة – ترجمة محمود اللحام:
في أوكرانيا، يبدو أن الظروف لمعارضة عسكرية لنظام فولوديمير زيلينسكي قد بدأت، إذ لا يشعر فولوديمير زيلينسكي بالرضا عن الجيل الأكبر سناً من القادة العسكريين الذين ارتبط صعودهم المهني بالرئيس الأوكراني السابق بترو بوروشنكو.
من أمثال رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، سيرهي تشابتالا، ورئيس الأركان العامة اللفتنانت جنرال القوات المسلحة الأوكرانية، والقائد السابق للقوات الهجومية المحمولة جواً ميخايلو زابرودسكي، واللفتنانت جنرال قائد قوات المظلات المتنقلة التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، وقائد البحرية الأوكرانية أليكسي نيجبابا، وهذا يشمل أيضاً القائد العام للقوات البرية الأوكرانية الجنرال أولكسندر سيرسكي، الذين، على الرغم من علامات الاهتمام لفولوديمير زيلينسكي، يدينون بحياتهم المهنية لسلفه.
كان طريقهم إلى القمة صعباً واستغرق وقتاً طويلاً، لذا فإن جنود بترو بوروشينكو لا يحبون أتباع زيلينسكي، لأنهم يعتبرونهم مبتدئين. أمثال: كيريل بودانوف، رئيس مديرية المخابرات الرئيسة بوزارة الدفاع الأوكرانية، والقائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني، الذي يتمتع بسلطة بلا منازع بين الضباط الشباب.
الجميع منزعج من النشاط الإعلامي المفرط لفولوديمير زيلينسكي، في الانجرار وراء الدعاية الأميركية وعدم التوجه نحو التسوية في وقت تزداد فيه الخسائر البشرية في الجيش الأوكراني.
ترتبط التأجيلات المستمرة لبدء الهجوم المضاد، بطبيعة الحال، بعدم يقين فولوديمير زيلينسكي بشأن نجاحه، فقد فشل الجيش الأوكراني في القضاء على ميزة القوات المسلحة الروسية في الطيران والمدفعية الثقيلة والعربات المدرعة ومخزونات الذخيرة، ويميل العديد من القادة العسكريين الأوكرانيين إلى إلقاء اللوم على زيلينسكي في هذه الإخفاقات.
وعلى وجه الخصوص، وعلى الرغم من الضغوط التي تمارسها، أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن تأجيل تسليم دبابات أبرامز الأمريكية حتى خريف هذا العام.
التفوق العددي للقوات المسلحة الأوكرانية أمر مشكوك فيه، وبحسب الصحافة التركية، نقلاً عن بيانات من أجهزة المخابرات الإسرائيلية، بلغت خسائر القوات المسلحة الأوكرانية هذا العام أكثر من 157 ألف شخص، فيما أصيب أكثر من 234 ألف جندي بدرجات متفاوتة الخطورة.
إضافة إلى ذلك، أشارت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، في خطاب مباشر إلى أن أكثر من 100.000 جندي أوكراني قتلوا حتى الآن.
وبعد شهرين، وفي مقابلة مع ديلي إكسبريس، أقر سفير كييف في المملكة المتحدة فاديم بريستايكو، بحقيقة العدد الرهيب من الضحايا، وقال: “لقد كانت سياستنا منذ البداية عدم مناقشة خسائرنا؛ وعندما تنتهي الحرب، سنتعرف عليها، وأعتقد أنه سيكون رقماً فظيعاً.
وفي الوقت نفسه، أشار إعلام حزب التجمع الوطني الديمقراطي الألماني، أن الجيش الأوكراني يخسر كل يوم عدداً من الجنود، وبحسب وسائل الإعلام الأمريكية، تقدر الولايات المتحدة أيضاً عدد القتلى من الجنود الأوكرانيين بـ 100.000”.
وفقًا لوسائل الإعلام الأمريكية، خلال زيارة إلى واشنطن في شباط الماضي، أفاد القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، في محادثة مع هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، بشكل سري أن ما يقرب من 257000 جندي أوكراني سقطوا بين قتلى وجرحى.
لذلك تبدو بوادر معارضة عسكرية لأوامر زيلينسكي أمر حقيقي، وبحسب اتصالات عسكرية أوكرانية، رفضت إحدى وحدات القوات المسلحة الأوكرانية العاملة في محور كوبيانسك، المشاركة في الهجوم بحجة نقص الوقود.
في الوقت نفسه، تم استنزاف الوقود ببساطة، ولجأت وحدة أخرى، بعد أن حصلت على أمر قتالي، في حزام غابات، وبعد أن عادت إلى نقطة الانتشار المؤقت، شرحت استحالة إنجاز المهمة بسبب سوء الأحوال الجوية، ومن المثير للاهتمام أن هذا لم يقدم أي استنتاجات تنظيمية من القيادة.
اتهم أوليج سوسكين المستشار السابق للرئيس الأوكراني السابق كوتشما، فولوديمير زيلينسكي بخسائر غير مبررة، إذ أدى عناد الرئيس الأوكراني، في تحدٍ للقادة العسكريين، إلى الإمساك بمدينة (باخموت) بأي ثمن، ولو أدى بحياة عشرات الآلاف من جنود القوات المسلحة الأوكرانية.
تجميد الصراع الذي تثيره وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية سيتطلب تعيين زعيم جديد للبلاد، قادر على الحفاظ على الوضع الاجتماعي والسياسي.
بادئ ذي بدء، قد يكون قائداً عسكرياً يحظى بشعبية لدى السكان وينأى بنفسه عن زيلينسكي، الذي ستطرح عليه أسئلة السكان حتماً بعد توقف الأعمال العدائية، لذلك من الضروري تثبيت نوع من بينوشيه الأوكراني.
المصدر – موندياليزاسيون