الثورة – غصون سليمان – ميساء الجردي:
تحت شعار “الأمل الدافع للإنجاز والعمل” ناقش المؤتمر العام السنوي السادس والأربعون لنقابة أطباء الأسنان بحضور طيف واسع من أطباء المهنة العديد من القضايا المهنية والخدمية والصعوبات التي تواجههم في هذه الظروف الصعبة وكيفية معالجتها وحلها بكثير من الوضوح والشفافية دون أي تجميل.
بهذه المناسبة أكدت المهندسة هدى الحمصي عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي راعية المؤتمر بعد استعراض مفصّل لعراقة هذه المهنة تاريخاً، والمراحل التي مرت بها وأصبحت من الصروح العلمية والتعليمية التي نفتخر بها. بينت أن سورية قادمة على حياة أفضل من ناحية إعادة الإعمار وتأهيل ما دمرته الحرب، فنحن نفتخر بالمنظومة الطبية، وبالحاضنة الشعبية التي رأيناها خلال فترة الزلزال، من حالات التضامن والاندفاع العفوي بكافة الأساليب للشعب السوري ليكونوا بجانب إخوتهم المتضررين، مشيرة إلى أن المسألة اليوم هي مسألة وقت، حيث يوجد داتا يومية عما قدمته النقابات بكل أصنافها الطبية والهندسية والمهنية وغيرها خلال فترة الحرب وكارثة الزلزال.
وقالت: إننا في سورية سنعيد بناء بلدنا بسواعدنا ودماء شهدائنا و بواسلنا الأبطال والقيادة السياسية الحكيمة للسيد الرئيس بشار الأسد الذي صمد وحقق النصر.
وتمنت المهندسة الحمصي للمؤتمر من خلال المناقشات والقرارات التي ستتخذ أن تعود بالفائدة على المهنة وعلى منتسبيها وعلى الوطن، وأن ترعى في ذلك ذوي الشهداء والجرحى وذوي الإعاقة. وتابعت الحمصي نحن نعلم أن تكلفة العلاج ليست بسيطة، ولكن علينا أن نكون رحماء لكي نساهم كما ساهمنا جميعاً خلال سنوات الحرب في إعادة الإعمار، والإعمار ليس فقط اسمنت وبنية تحتية، وإنما أن يقدم كل منا وحسب مقدرته ما يستطيع أن يبني من خلاله لبنة لهذا الوطن العزيز.
٦ ملايين خدمة صحية..
بدوره أشار وزير الصحة الدكتور حسن غباش لأهمية العمل القائم بين الوزارة والنقابة لتقديم الدعم المطلوب وتطوير هذه المهنة وتعزيز مقوماتها، إذ يبقى تعزيز الواقع الصحي من الناحية الوقائية والعلاجية والتحكم بالأمراض هاجساً لوزارة الصحة حيث بلغ إجمالي عدد الخدمات الصحية المقدم منذ بداية العام في المشافي أكثر من ستة ملايين خدمة تضمنت ما يزيد على ٥٥ ألف عمل جراحي، كما قدمت الوزارة عبر كوادرها المدربة والمتخصصة منذ الساعات الأولى لحدوث الزلزال ما يزيد على مئتي وأربعة آلاف خدمة تخصصية متعلقة بالصحة النفسية تركزت بالمحافظات المنكوبة، وفي هذا السياق شكر الوزير غباش جهود نقابة أطباء الأسنان وكوادرها المختلفة على تواصلها مع الوزارة للتخفيف من آثار الكارثة عبر الاندفاع العفوي والمنظم بالتعاون مع الكوادر الصحية لفروع المحافظات لتقديم ما يمكن من الدعم والمساعدة، مشيراً لما توفره الوزارة من خدمات صحية مجانية رغم الظروف الصعبة وتداعيات الكارثة وذلك من خلال ما يقارب ٨٠٠ عيادة في المراكز الصحية الموزعة في مختلف المحافظات بزيادة ٣٣ زيادة عن العام المنصرم نتيجة افتتاح عيادات بمراكز المحافظات. إضافة إلى مراكز طبية تخصصية نوعية لطب الأسنان تقدم خدماتها جهات تخصصية مثل جراحة الفكين الصغرى والكبرى، وعيادة المشورة السنية التخصصية التي تقدم الخدمات لمرضى الإيدز والتهاب الكبد الوبائي، وقريباً سيتم افتتاح قسم المداواة اللبية في محافظة حماة حيث قدمت هذه العيادة المذكورة أكثر من ١٦٦ ألف خدمة منذ بداية العام.
اتفاقيات علمية..
نقيب أطباء الأسنان في سورية الدكتور زكريا الباشا أشار إلى صيغ التعاون مع وزارة الصحة لتقليص فارق العدد بين الأطباء المختصين وغير المختصين، وانطلاقاً من ذلك وقعت نقابة أطباء الأسنان اتفاقية تعاون مع الجانب الروسي المشترك بهدف إقامة المؤتمر العلمي السوري الروسي المشترك الأول الذي سيقام قريباً بعد أن تنهي اللجان المشتركة الترتيبات اللازمة التي يجري العمل عليها حالياً.
وتقيم النقابة أيضاً مؤتمراً علمياً مرافقاً لمعرض الصحة السنية بمدينة المعارض الخميس القادم.
ولفت إلى توقيع العديد من الاتفاقيات الثقافية والعلمية البحثية بهدف تفعيل وتنشيط النواحي العلمية المشتركة، وتبادل الأبحاث والأفكار التي تهم الجانبين في مجال طب الأسنان. وأضاف بأن النقابة المركزية اتخذت قراراً بفتح باب الانتساب للروابط العلمية التخصصية التي تتبع النقابة المركزية لنيل شهادة الزمالة في إحدى الروابط العلمية التي ينتسب إليها الطبيب بعد اتباعه عدداً من الكورسات العلمية.
واعتبر أن أهم القرارات المطروحة في مؤتمر النقابة رفع الراتب التقاعدي، وتعويض الضمان الصحي دون أي جباية إضافية من الأطباء
وأشار إلى أن مشروع تحويل النقابة الكترونياً بشكل كامل قد وصل إلى مراحله الأخيرة وسوف يدخل حيز التنفيذ خلال هذا العام. وهذا ما تم إنجازه، وما نخطط ونعمل على تحقيقه يفوق ذلك.
مجلة طب الفم..
من جانبه بين الدكتور محمد منير أبو شعر مراقب خزانة تقاعد أطباء الأسنان في سورية أن المؤتمرات النقابية منابر حية وفاعلة لدى الأطباء من خلال التعرف على آرائهم وخياراتهم الملتحمة مع خيارات الوطن والقائد، كما أنها محطات تقويمية لتعزيز مسارات العمل في النقابة.
ونوه أبو شعر إلى بعض التوصيات المتعلقة برفع الراتب التقاعدي وإلغاء خدمة الريف والاستعاضة عنها بالملازمة في عيادة طبيب مرخص نظراً لزيادة عدد الأطباء حتى في المناطق الريفية. وطالب بإعادة إصدار مجلة طب الفم السورية سواء أكانت مطبوعة أو الكترونية.
وأوضح الدكتور مازن علي موسى رئيس نقابة أطباء ريف دمشق ضرورة انعقاد المؤتمر لكونه يهتم بالأمور المهنية لأطباء الأسنان، على مستوى سورية ومتابعة القرارات التي يجب أن تتطور لتواكب متطلبات العصر، ومنها تطوير نظام التأمين الصحي في سن التقاعد وتنظيم المهنة وعمل الأطباء في كل المحافظات والتواصل بشكل دائم مع أطباء الأسنان السوريين في الخارج لمتابعة أمورهم وحل مشكلاتهم.
وأكد على أهمية رفع الراتب التقاعدي إلى الضعف بحيث يصبح ١٢٠ ألفاً بدلاً من ٦٠ ألفاً، والوصول إلى تغطية القسم الأكبر من المعالجات لمن يطلبها. مبيناً الحرص على مصالح الأطباء المادية والمعنوية والارتباط بالنقابة لما لها من دور في تقديم المهارات العلمية والحماية المهنية.
وناقش المشاركون في مؤتمرهم جملة من المقترحات المتعلقة برفع الراتب التقاعدي كما ذكر آنفاً إلى الضعف ورفع مبلغ نهاية الخدمة، وتأسيس رابطة لأطباء الأسنان المتقاعدين لربطهم بالنقابة والاستفادة من خبراتهم وتفعيل شركة الصناعات الصيدلانية التي تسهم النقابة برأسمالها، كما ناقش المشاركون نسبة قبول خريجي أطباء الأسنان من الجامعات الخاصة إلى أكثر من ٥% في الدراسات العليا، والعمل على استقبال المزيد من أطباء الأسنان كمقيمين في مشافي وزارة الصحة لرفع نسبة الأطباء الاختصاصيين. وطالبوا برفع إصدار تعرفة أتعاب جديدة أو تقويم الأسعار بما يتناسب مع الوضع الحالي.