الثورة – دمشق – ميساء العجي:
أثبتت التجارب أن الرهان على الشباب هو خيار ناجح فهم بحاجة إلى علمهم وتعلمهم والشهادات العليا، بالإضافة إلى تمكينهم في المجال الذي يدرسون ليكونوا مبدعين فيه، ويحققوا من خلاله نتائج مبهرة.. لذلك عمد المعهد التقاني الزراعي إلى تقديم الدعم للطلاب، وذلك من خلال رئاسة جامعة دمشق متمثلة بالأستاذ الدكتور محمد أسامة الجبان ومديرية المعاهد التقانية، وبمشاركة فاعلة من الاتحاد الوطني لطلبة سورية عبر مشاركة طلاب المعهد التقاني الزراعي في معرض سورية الدولي للمكننة الزراعية ومستلزماتها، بجناح ضم مشاريع الطلاب والخريجين المتميزين في المعهد بدمشق.
“الثورة” التقت عميد المعهد التقاني الزراعي الدكتور المهندس أمجد اليوسف الذي بين أن طلاب المعهد شاركوا بسبعة عشر مشروعاً وجميعهم مميزين، وتم عرضهم ضمن جناحه في معرض أغرو سيريا لعام ٢٠٢٣.
مشاريع زراعية..
وأوضح الدكتور اليوسف أن مدة الدراسة في المعهد عامان ويضم المعهد أربعة تخصصات وهي (قسم الإنتاج النباتي، قسم الإنتاج الحيواني، قسم علوم الأغذية، قسم النحل)، ويضم المعهد التقاني الزراعي ما يقارب 250 طالباً وطالبة.
وبين أن المشاريع في معرض أغرو سيريا قدمت من طلاب المعهد التقاني الزراعي تضمنت مشروع الزراعة المائية للطالبين ياسين عرفات ومروة الريس، وهدفه حل المشكلات الزراعية القادمة على التربة، واستخدام شرفات المنازل والأسطح لإنتاج خضار في المنازل.
كما قدم كل من عرفات والريس عدة مشاريع في المعرض، منها المخمر الحيوي وهدفه إنتاج سماد عضوي لاستخدامها بالزراعة العضوية وإنتاج الغاز الحيوي (موارد متجددة) كبديل عن غاز البوتان المستخدم في المنازل، وذلك ليكون مصدر طاقة مجانية ضمن المزارع، وكذلك مشروع الشعير المستنبت الذي يهدف إلى توفير اليد العاملة وتكاليف إنتاجه منخفضة ويكون علفاً مثالياً للحيوانات ويتم عبره تأمين العلف الأخضر على مدار العام وتكون دورة إنتاجه سريعة بحدود عشرة أيام فقط.
ومن المشاريع التي ذكرها الدكتور اليوسف مشروع إكثار طيور الكناري بالاعتماد على الفيتامينات الطبيعية النباتية للطالب محمد منير حسن، وكان الهدف من المشروع خصوبة أعلى لطيور الكناري مرتفعة السعر نسبياً، وإنتاج عدد كبير من البيض المخصب، بالتالي زيادة نسبة التفريخ، إلى جانب مشروع مجسم بيت بلاستيكي لمجموعة من الطلاب منهم ميرنا الطربوش ومحمد بدران سيلين شحادة ولمى يوسف، بالإضافة لمشروع (مجسم جرار زراعي) لمحمود الحسن وولاء قايس وسيدرا نعمة ولانا يونس ورهف إبراهيم.
فيما قدمت الطالبة جمانة خرزوم مشروع إكثار النباتات الطبية والعطرية وذلك للاستفادة من خواصها الطبية كالسيوم الطيارة ومستحيل هذه النباتات ومستخلصاتها، وهناك أيضاً مشروع إكثار نباتات الصباريات.
التكامل مع كلية الزراعة..
ويعتبر الدكتور اليوسف أن من أهم أهداف المعهد هو التكامل مع كلية الزراعة والمنشأة الإنتاجية، ليكون الهدف من ذلك الحصول على مخرجات جيدة من العملية التدريسية بالمعهد من خلال الوصول إلى الخريج المهني التقاني الزراعي ذي الكفاءة العملية العالية، والتي تمكنه من إثبات نفسه وفرض ذاته ضمن المجتمع السوري والواقع الزراعي الحالي والنهوض بهذا الواقع ضمن المجتمع السوري، من خلال تدريب الطلاب على قص وتقليم وتطعيم الأشجار وتشخيص آفاتها ومكافحتها والعناية بها وتسميدها وتصنيع منتجاتها.
ولفت إلى أنه يتم تدريب الطلاب على العناية بالأبقار والمواليد وتغذيتها وتشخيص أمراضها ومعالجتها وعمليات التلقيح والعناية بالقطيع والمتابعة، إضافة إلى تدريب الطلاب على تربية النحل وإقامة المناحل والحفاظ على طوائفه والعناية بالخلايا ومكافحة آفاته وطريقة الحصول على منتجات النحل وتسويقها.
ويتم تدريب الطلاب كذلك على تصنيع المنتجات الزراعية مثل الأجبان والألبان والمخللات والمربيات والأعشاب الطبية المجففة والطريقة الأمثل لتعبئتها وتسويقها.
بداية المعهد..
وعن خصوصية المعهد التقاني الزراعي أوضح الدكتور اليوسف أن المعهد الزراعي تأسس في العام 1970 بمنطقة خرابو بالغوطة الشرقية، وقد طالته يد الإرهاب بالعام 2013، ونهبت منشآته وتجهيزاته، ودمرت حقوله وبساتينه، وهدمت أبنيته ومخابره، وحرصاً من القيادة السياسية ورئاسة جامعة دمشق على أهمية التعليم التقاني المهني، وضرورة تعلم أبنائنا الطلبة جرى نقل مقر التعليم التطبيقي والعلمي ليصبح مستضافاً داخل كلية الهندسة الزراعية في منطقة أبي جرش– مساكن برزة، حيث تتواجد العديد من الأبنية والأراضي الزراعية والمنشأة الإنتاجية والتعليمية والبحثية التي قد تساهم بالعملية التدريسية التطبيقية لطلاب المعهد.