الثورة – عبد الحميد غانم:
شكّل قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب برفع العقوبات عن سوريا منعطفاً هاماً على طريق تعافيها واستقرارها.
ولفت الخبير والاستشاري الاقتصادي- مدير غرفة تجارة دمشق عامر خربوطلي، إلى أن رفع العقوبات يؤكد أن سوريا أمام فرصة تاريخية لإعادة بناء ليس اقتصادها فحسب، بل إعادة دورها العربي والإقليمي وحتى العالمي.
لا مخاوف أو قيود
وقال الخبير خربوطلي في تصريح لـ”الثورة”: لم يعد هناك حواجز أو قيود أو مخاوف لتدفق رؤوس الأموال من جميع بلدان العالم للمشاركة في مشاريع إعادة الإعمار وبناء اقتصاد سوري جديد يختلف عن أي مرحلة مر بها في تاريخه الحديث.
وأكد أن فرص الاستثمار باتت أكثر من واعدة، لأن اقتصادها ظل في موت سريري لأكثر من عقد من الزمن تراجعت فيه جميع المؤشرات والقيم، وتضاءل ناتجه المحلي الإجمالي لأرقام هزيلة لا تتناسب أبداً مع الإمكانيات المادية والبشرية السورية التي تنضح بها بلدنا الغالية، وأصبح الفارق التنموي والخدماتي مخجلاً مع باقي دول العالم المشابهة لنا.
وبين خربوطلي أن جميع الآثار المباشرة وغير المباشرة التي كانت تضغط على قطاعات الاقتصاد السوري الإنتاجية والخدمية يفترض أن تتلاشى مع رفع العقوبات ليحل محلها أثار إيجابية مباشرة وغير مباشرة وفرص واعدة وقيم مضافة جديدة.
التوقيت السوري
وقال: إن الاقتصاد السوري يوم الثلاثاء 13 أيار 2025 ليس كما قبله، وساعات مئات المستثمرين والشركات يتم إعادة ضبطها على التوقيت السوري، مضيفاً: إن البوصلة العالمية لم تعد تتوجه للشمال الجغرافي بل إلى سوريا الجديدة المتجددة.
وأوضح أن أمام سوريا فرصة تاريخية لترتيب أولويات بيتها الاقتصادي من ملفات وأفكار ورؤى ومشاريع كبرى عظيمة، وأن إعادة البناء أصعب من البناء نفسه ولا مكان اليوم لأي أخطاء أو توجهات ضعيفة أو مترددة.. مشيراً إلى أن طريق النهوض الاقتصادي واضح ومعبد، ولن يوجد بعد الآن طرق جانبية التفافية ومسارات احتكارية وإجراءات معوقة وتشريعات هزيلة أو معقدة.
يابان الشرق
وأكد الخبير خربوطلي أن المطلوب اليوم أمور عديدة وهامة وجديرة بالدراسة والتعمق، أهمها:
– إعادة الاعتبار للزراعة السورية خزان الأمن الغذائي بعيداً عن قوانين ما سمي بالإصلاح الزراعي في حقبة الستينيات الذي شتت الملكيات، وأضاع اقتصاديات الحجم الكبير، وأبعد الاستثمار الزراعي الكفؤ.
– إعادة الاعتبار للصناعة السورية المعتمدة على أركان الكفاءة والتنافسية والميزات النسبية لتعود سورية كما كانت منذ فجر الاستقلال يابان الشرق.
– إعادة الاعتبار للتجارة السورية استيراداً وتصديراً وتجارة عبور ومناطق حرة تضاعف القيم المضافة وتحقق التوازن المطلوب لميزاني التجارة والمدفوعات.
– إعادة الاعتبار للخدمات السورية من معارض ومؤتمرات وتسويق وابتكار وتقانة وبرمجيات لتعلن ريادة الفرد السوري.
– إعادة الاعتبار لدخل المواطن السوري الذي تراجع في مرحلة سوداء لقيم هزيلة غير مسبوقة.
– إعادة الاعتبار للحرف والمواهب والأفكار الملهمة.
– إعادة الاعتبار لكل ما هو أصيل ومتجدد في سوريا واقتصادها.