الثورة:
أثارت دراسة حديثة، أجراها علماء جامعة أمريكية، جدلًا واسعًا، عقب زعمها بأن تمثال أبو الهول الأثري في مصر لم ينحته البشر.
فقد ادعى علماء جامعة نيويورك الأمريكية، خلال دراستهم أن تمثال أبو الهول يعود الفضل في نحته إلى العوامل الطبيعية، خاصة الرياح السريعة.
وقال عالم الفيزياء التجريبية والرياضيات التطبيقية : “النتائج التي توصلنا إليها تقدم قصة أصل محتملة لكيفية ظهور تمثال أبو الهول. تجاربنا المعملية أظهرت أن الأشكال التي تشبه أبو الهول من المرجح أنها تكوّنت في الواقع من المواد التي تتآكل”.
تعقيبًا على نتائج الدراسة، استنكر الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين في وزارة السياحة والآثار المصرية، ما توصل إليه علماء الفيزياء، مشددًا على ضرورة أن يكون من يدلو بدلوه في هذا الشأن أناسا متخصصين في الآثار.
ونفى “شاكر”ترجيحات تشكيل الرياح لتمثال أبو الهول، شارحًا: “جميع مظاهر الحضارة المصرية القديمة موجودة في التمثال، المكوّن من جسم أسد ورأس إنسان، وهو تصميم لم يظهر فجأة، وتكرر قديمًا بأشكال أخرى”.
دحض “شاكر” نتائج الدراسة، بتأكيده على أن التمثال تتوافر فيه مظاهر الحضارة المصرية القديمة: “هو يتواجد في منطقة أثرية وبه مظاهر الحضارة المصرية، منها غطاء الرأس القديم المعروف بلباس النمس الذي ارتداه ملوك مصر، وكذلك الذقن الذي يتواجد جزء منه حاليًا في المتحف البريطاني وهي تعتبر رمزًا للملوك، كما أن أمامه معبدًا، بخلاف تدشينه لبُعد ديني باعتباره حارسًا للجبانات (المدافن)”.
وشدد على أن تمثال أبو الهول هو منحوت بأيدي المصريين: “هي بالفعل كانت قطعة حجر، لكن جرى استغلالها وبات منتجًا بشريًا”، مضيفًا: “هم يريدون تشكيكنا في الحضارة المصرية، خاصة بعد هدوء موجة الأفروسنتريك”.
وأشار إلى وجود أزمة خاصة في تأريخ الحضارة المصرية القديمة: “لدينا 1200 سنة من القرن السادس الميلادي حتى القرن الـ18 (جرى فيه اكتشاف حجر رشيد) تسمى بفترة التاريخ الوهمي، خلالها ظهر فيها كتّاب منهم عرب مثل ابن جرير وابن إياس، وحينما تُرجمت الحضارة بعد اكتشاف حجر رشيد ما زال باحثون يتناولون التاريخ من هذه المصادر غير الموثقة”