الثورة – دمشق – عادل عبد الله:
تنتهج الهيئة العامة لمستشفى دمشق “المجتهد” من خلال جميع الأقسام والشعب الطبية، التعليم الطبي المستمر من خلال ما تقدمه الدراسات والأبحاث العلمية، ويعمل عليه جميع الكوادر الطبية لتقديم الفائدة العلمية والطبية للمساهمة في تشخيص الأمراض وتقديم العلاج المناسب لها.
وفي إطار الحالات النادرة التي تشخصها وتعمل على علاجها الكوادر الطبية في مستشفى دمشق لفت مدير عام الهيئة الدكتور أحمد عباس لـ “الثورة” عرضت شعبة أمراض المفاصل في إحدى محاضراتها العلمية حالة سريرية لمريضة شابة عمر (٢٩) سنة بهدف الاطلاع والتعليم وتعريف الأطباء بمثل هذه الحالات الفريدة والنوعية، التي تساعدهم بالتشخيص المبكر للمرض بالتالي سرعة في إعطاء العلاج وتدبير الحالة و وصول المريض لبر الأمان.
وأكد أن الحالة السريرية التي شخصت في المستشفى- شعبة أمراض المفاصل- تعتبر من الحالات النادرة التي توضح تشارك “التهاب المفاصل الصدافي” مع “داء تاكاياسو” حيث لم تسجل سوى حالتين منها عالمياً.
وفي تفاصيل الحالة التي قدمتها الدكتورة مرح عقل علي، تحت إشراف رئيس شعبة المفاصل الدكتورة وداد عاجي، بينت أن المريضة كانت مشخصة التهاب مفاصل صدافي لعدة سنوات، وبالفحص الدقيق تبين غياب في نبض الطرفين العلويين، وتعذر قياس الضغط.
وأوضحت الدكتورة علي أنه بناءً على هذه الموجودات طلب للمريضة تصوير وعائي ظليل لـ أوعية العنق والطرفين العلويين، تبين وجود انسدادات وتضيقات تتماشى مع إصابة أوعية كبيرة حيث حققت المريضة معايير تاكاياسو بالكامل هي:
عمر أقل من ٤٠ سنة، عرج طرفي، ضعف نبض الشريان العضدي، افتراق ضغط أكثر من ١٠ ملم بالطرفين العلويين، سماع لغط فوق الشريان الأبهري أو تحت الترقوة، موجودات بالتصوير الوعائي توضح تضيق أو انسداد بالأبهر أو أحد فروعه الرئيسية أو أوعية الطرفين العلويين الكبيرة،
وأوضحت أنه جرت مناقشة علاقة ال anti tnf خاصة ال infliximab بتحريض داء تاكاياسو.
ونوهت الدكتورة علي بأنه يبقى العلاج الصحيح مبني على تشخيص صحيح بالتالي نتائج مرضية للمريض، وهذا ما حصل للمريضة، بعد التشخيص والعلاج المناسب زالت الأعراض وبدت علائم التحسن بشكل ملحوظ.
وسلطت الضوء بأنه جاء عرض هذه الحالة السريرية لتؤكد أهمية الفحص السريري الدقيق في وضع التشخيص الأكيد، وإعادة تقييم المريض عند كل زيارة لمراقبة التطورات والمستجدات.