الثورة – حمص – سهيلة إسماعيل:
مجموعة من الأفكار النبيلة والسامية شاركها الفنان القدير زيناتي قدسية مع جمهور حمص من خلال ما قدمه في المسرحية الكوميدية “أخوة الجنون” التي عرضت على مسرح دار الثقافة في حمص أمس، وهي من تقديم فرقة نقابة الفنانين والتأليف والإخراج للفنان زيناتي قدسية الذي له دور أساسي تجسد بالملك المسيطر والممسك بزمام الأمور .
أفكار تراودنا تخطر على بال كل واحد منا, لكن الفنان قدسية قدمها بأسلوب كوميدي حمل متعة الفرجة المسرحية ومواجهة الواقع الأليم في الوقت ذاته.
فالأخوة- ممثلو المسرحية، تربطهم علاقة فريدة من نوعها وهي الجنون.. نعم الجنون في عالم لم يعد ينفع العقل فيه، ولاسيما ما يحدث من حروب تجرد الإنسان من إنسانيته، ومثالها ما يحدث في غزة الجريحة من جرائم قتل بحق الأطفال والنساء ، ومن تدمير للبنى التحتية.
يخبرنا قدسية بأسلوبه التأليفي والإخراجي المتقن والجميل أن النأي بالنفس والحلول الفردية لا تحمل الخلاص، وإنما من المفروض أن يكون الحل مسؤولية الجميع, والمواقف الرمادية إزاء تلك الحروب سواء في سورية أو فلسطين هي مواقف المتخاذلين وأعداء البلد؟
إنها كوميديا بالمنطوق الشعبي القريب من الناس بأسلوب بسيط وممتع، تفاعل الجمهور مع العرض بموسيقاه التصويرية الملائمة لمضمونه وديكوره البسيط .
آراء في العرض
رأى المخرج المسرحي حسن عقلا أن العرض احترافي بكل معنى الكلمة، ومعروف عن الفنان قدسية تجربته الكبيرة في مجال المسرح، ومن حيث المضمون اشتغل الفنان بأسلوب كوميدي متهكم كمن ينظم عقداً من مجموعة مشاهد وأحداث لمجموعة نماذج بشرية، ولكل واحد حكايته التي راح يعيدها من أجل إيصال رسالة للمشاهد بأن الحل الفردي هو حل عقيم وأن اللجوء إلى الحل الجماعي هو طريق الخلاص. ويؤخذ على العرض بعض المبالغات وتحويل مفهوم الإنسان إلى دمية أو مسِخ وهذا يخالف وظائف المسرح.
بينما رأى نقيب الفنانين في حمص أمين رومية أن العرض أمتع الجمهور واستطاع إيصال ما يريد إيصاله له، معتمداً على حقائق واقعية، فهناك من يتحكم بالكون ويدّعي أنه يحمي الحرية ويدافع عن حقوق الإنسان وهي الدول التي تبنت الأنظمة العالمية الجديدة، وهي بالحقيقة تمارس كل أنواع الظلم والعدوان على الإنسان.
تصوير: أحمد المعلم